الله » تحت العنوان.
مسكت هذا الكتاب ـ وكان مجلّدا واحدا لجزئين فقط ـ لأول مرة في حياتي ، إذ نحن مع الأسف لا نقرأ كتبنا ، ولماذا نقرأ ؟! ألسنا على المحجّة البيضاء ! يا له من غرور مغلّف بجهل مركّب ! إنّ المستشرقين صاروا يعرفون عنّا أكثر ممّا نعرف عن أنفسنا نحن ، وقد يأتي يوم ـ لا سمح الله ـ يَطبخون لنا فيه تاريخا حسب ذوقهم وأهدافهم ويقدمونه لنا بديلا عن تاريخنا (١).
عندما نظرت إلى العبارة كان في نفسي منها شيء ! ما معنى أصحّ كتاب بعد كتاب الله تعالى ؟! يعني أنّه في المرتبة الثانية. يا له من قياس عجيب !! ما أسهل أن نصدر أحكاما جزافا لتمرير كثير من الأشياء ، دائما نذهب ونقيس أنفسنا بالله وكتبنا بكتابه العزيز !
كان صديقي قد وعدني مرّة بأن يحضر لي صحيح مسلم لأنّه أكّد لي أنّ حديث : « تركت فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما ، لن تضلّوا بعدي أبدا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (٢) هو الحديث المتواتر عند المسلمين.
لكنّي أصررت علىٰ أنّ المشهور هو حديث : « كتاب الله وسنّتي » (٣).
_____________________
١) وقد بدأوا فعلا وما فعله جرجي زيدان في قصصه وتأليفاته كان ضربة البداية.
٢) أنظر : مستدرك الحاكم ٢ / ١٤٨ ، مسند أحمد ٣ / ١٧.
وقد ورد في مسلم شبيها وقريباً في ألفاظه من هذا ، أنظر : مسلم كتاب الفضائل باب من فضائل علي بن أبي طالب.
٣) أنظر : موطّأ مالك : ٦٠٢ حديث رقم ١٦٦٢.