الله » (١) هل تكون الشورى بهكذا كيفية ؟! ولماذا تخلّف عليّ بن أبي طالب عن بيعة أبي بكر ولم يحضرها ولم يرتضيها ، كما لم يحضرها كلّ بني هاشم والزّبير وسعد بن عبادة وغيرهم كثير (٢) ؟! والأعجب من هذا كلّه أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مسجّى في بيته ولم يدفن بعد !!
ولو كانت بيعة أبي بكر صحيحة ، فلماذا يصفها عمر بأنّها « كانت فلتة ولكن وقى الله شرّها » (٣) ؟!
وأمّا بيعة عمر فحدّث ولا حرج فلم يُشاوَر فيها أحد من المسلمين أصلا ، حيث أوصى أبو بكر لعمر بالخلافة من بعده ، تماما كما كان أوّل من بايع أبا بكر هو عمر يوم السقيفة. وإنّنا على العكس نجد المسلمين ومنهم أكابر الصحابة تشاءموا من بيعة عمر ، حتّى أنهم لاموا أبابكر وقالوا له : ماذا تقول لربّك غدا حيث كرهوا من عمر خشونته وغلظته وأنّ الخلافة لا تصلح له (٤).
ونأتي الآن إلى قمّة التعاطي الديمقراطي الذي تقول به ، وأقصد شورى عمر لنرى هل كانت فِعلاً شورى كما يلتزم بها أهل السنّة كنظرية في الحكم أم لا ؟!
واصل صديقي كلامه : من المعلوم أنّ عمر بن الخطّاب كان قد
_____________________
١) أنظر : صحيح البخاري ٥ / ٨ ، مسند أحمد : مسند عمر بن الخطاب حديث ٣٩٣.
٢) أنظر : العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي ٤ / ٢٥٩ ، الإمامة والسياسة لابن قتيبة ١ / ٢٧ ـ ٢٨.
٣) أنظر : صحيح البخاري ٤ / ١١١ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٣٢٧ ، مسند أحمد : حديث السقيفة ١ / ١٩٣.
٤) أنظر : الصواعق المحرقة : ٧٨ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٤٢٥.