الذين فيهم عبدالرحمن بن عوف » !! فهل نفهم من هذا أنّ عمر يريد صراحة أن يقول إنّ الخليفة هو من يرتضيه عبدالرحمن ؟! وإذا كان كذلك فلماذا هذا اللّف والدوران !
وتعال معي واقرأ ما يقوله عمر في هؤلاء الستّة الذين قال فيهم بنفسه إنهم ممّن مات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو عنهم راضٍ ، لترى التناقض.
قال عمر : « والله ما يمنعني أن أستخلفك يا سعد إلاّ شدّتك وغلظتك ، مع أنك رجل حرب. وما يمنعني منك يا عبدالرحمن إلاّ أنّك فرعون هذه الأمّة !!! وما يمنعني منك يا زبير إلاّ أنّك مؤمن الرضا ، كافر الغضب. وما يمنعني من طلحة إلاّ نخوته وكبره ، ولو وَلِيَها وضع خاتمه في إصبع امرأته. وما يمنعني منك يا عثمان إلاّ عصبيّتك وحبّك قومك وأهلك » (١) ـ وهذا ما حدث فيما بعد وجرّ إلى قتل عثمان ـ « وما يمنعني منك يا عليّ إلاّ حرصك عليها وإنّك أحرى القوم إن وليتها أن تقيم على الحقّ المبين والصراط المستقيم » (٢).
ونقول لعمر : إذا كان هؤلاء كما وصفت فعلا ، فلماذا رشّحتهم للخلافة ؟!
ولكي تعلم أنّ المسألة كلّها لا تعدو أن تكون لعبة سياسيّة لكنّها ليست ماهرة بقدر ما هي غادرة ، أنظر ما صار إليه الأمر في الشورى بعد وفاة عمر ، فقد بقي فقط مرشّحان اثنان بعد أن تنحّى منها عبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص وزكّى الزبير عليّا ، وعليه بقي عثمان وعليّ.
_____________________
١) الإمامة والسياسة ١ / ٤٣.
٢) المصدر السابق.