أصبحت ودخلت عليه ، قال لي : يا ربيعة هات حاجتك ، فقلت : تسأل الله أن يدخلني معك الجنة ، فقال لي : من علمك هذا؟ فقلت : يا رسول الله ما علمني أحد لكني فكرت في نفسي وقلت : إن سألته مالا كان إلى نفاد ، وإن سألته عمرا طويلا وأولادا كان عاقبتهم الموت ، قال ربيعة : فنكس رأسه ساعة ثم قال : أفعل ذلك فأعني بكثرة السجود ، قال : وسمعته يقول : ستكون بعدي فتنة ، فاذا كان ذلك فالتزموا علي بن أبي طالب عليه السلام الخبر بتمامه.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : كان النبي صلىاللهعليهوآله إذا سئل شيئا فاذا أراد أن يفعله قال : نعم ، وإذا أراد أن لا يفعل سكت ، وكان لا يقول لشئ : لا ، فأتاه أعرابى فسأله فسكت ، ثم سأله فسكت ، ثم سأله فسكت ، فقال صلىاللهعليهوآله كهيئة المسترسل : ماشئت يا أعرابي؟ فقلنا : الآن يسأل الجنة ، فقال الاعرابي : أسألك ناقة ورحلها وزادا ، قال : لك ذلك ، ثم قال صلىاللهعليهوآله : كم بين مسألة الاعرابي وعجوز بنى إسرائيل ، ثم قال : إن موسى لما امر أن يقطع البحر فانتهى إليه وضربت وجوه الدواب رجعت ، فقال موسى : يا رب مالي؟ قال : يا موسى إنك عند قبر يوسف فاحمل عظامه ، وقد استوى القبر بالارض ، فسأل موسى قومه : هل يدري أحد منكم أين هو؟ قالوا : عجوز لعلها تعلم ، فقال لها : هل تعلمين؟ قالت : نعم ، قال : فدلينا عليه ، قالت : لا والله حتى تعطيني ما أسألك ، قال : ذلك لك قال : فاني أسألك أن أكون معك في الدرجة التي تكون في الجنة ، قال : سلي الجنة قالت : لا والله إلا أن أكون معك ، فجعل موسى يراود فأوحى الله إليه : أن أعطها ذلك ، فانها لا تنقصك ، فأعطاها ودلته على القبر.
١١ ـ عدة الداعى : قال أمير المؤمنين عليه السلام : من سأل فوق قدرة استحق الحرمان.