الشيعة أو المستبصرين ، أو أن صرحت به ، أو لم أصرح ، فما كنت لأصرح به على مثل هذه الصراحة والصدق! ».
ـ « لماذا؟ ».
ـ « لأني قد تحقّقت ، وتحريت أُمور التاريخ ، فوجدت علياً كان قد مُنِي حقاً بما لم يمن به غيره ، حيث مثل على جناحيه خطبان فادحان ، الخلافه بنصوصها وعهودها إلى جانب ، تستصرخه وتستفزه اليها بصوت يدمى الفؤاد ، وأنين يفتت الأكباد ، والفتن الطاغية إلى جانب آخر ، تنذره بانتفاض الجزيرة ، وانقلاب العرب ، واجتياح الإسلام ، وتهديده بالمنافقين من أهل المدينة ، وقد مردوا على النفاق ، وبمن حولهم من الأعراب ».
ـ «؟!».
ـ « وهم منافقون بنصّ الكتاب ، بل هم أشد كفراً ونفاقاً ، وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل اللّه على رسوله وقد قويت بفقده صلىاللهعليهوآلهوسلم ، شوكتهم ».
ـ « لماذا؟ ».
ـ « إذ صار المسلمون بعده كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية ، بين ذئاب عادية ، ووحوش ضارية ، ومسيلمة الكذاب ، وطليحة بن خويلد الأفاك ، وسجاح بنت الحرث الدجالة ، وأصحابهم قائمون ـ في محق الإسلام وسحق المسلمين ـ على ساق ، والرومان والأكاسرة وغيرهما ، كانوا بالمرصاد ، إلى كثير من هذه العناصر الجياشة بكُلّ حنق من محمّد وآله وأصحابه ، بكُلّ حقد وحسيكة لكلمة الإسلام تريد أن تنقض أساسها ، وتستأصل شأفتها ، وأنها لنشيطة في ذلك مسرعة متعجلة ، ترى أن الأمر قد استتب لها ».
ـ « .. ماذا تقصد؟ ».