ـ « .. قالوا : أفلا نقاتلهم؟ قال : لا ما صلّوا ».
ـ « وإذن ، فأنت تدعي أن الصحاح في ذلك هي متواترة؟ ».
ـ « أجل ، فالصحاح في ذلك متواترة ، ولا سيما من طريق العترة ، ولذلك صبروا وفي العين قذي ، وفي الحلق شجي ، عملاً بهذه الأوامر المقدسة وغيرها مما عهده النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إليهم بالخصوص ، حيث أمرهم بالصبر على الأذى ، والغض على القذى ، احتياطاً على الأُمّة ، واحتفاظا بالشوكة ، فكانوا يتحرون للقائمين بأمور المسلمين وجوه النصّ ».
ـ « وكيف كان منهم مثل ذلك؟ ».
ـ « ولقد كانوا كذلك من استئثارهم بحقهم على أمر من العلقم ، ويتوخون لهم الرشد مناهج ، وهم ـ من تبوئهم عرشهم ـ على آلم للقلب من جز الشفار ، تنفيذا للعهد ، ووفاء بالوعد ، وقياماً بالواجب شرعاً وعقلاً من تقديم الاهم ـ في مقام التعارض ـ على المهم ».
ـ « وهل كان لعلي أن يواجه الخلفاء الثلاثة في أيام خلافتهم؟ ».
ـ « ولذا ، فإنّه كان قد محض أمير المؤمنين كلاًّ من الخلفاء الثلاثة نصحه ، واجتهد لهم في المشورة. ومن تتبع سيرته في أيامهم ، على أنّه بعد أن يئس من حقه في الخلافة عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بلا فصل ، شق بنفسه طريق الموادعة ، وآثر مسالمة القائمين بالأمر فكان يرى عرشه ( المعهود به إليه ) في قبضتهم ، فلم يحاربهم عليه ، ولم يدافعهم عنه احتفاظا بالأُمة واحتياطاً على الملّة ، وضنا بالدين ، وإيثاراً للآجلة على العاجلة ».
ـ « وإذن ، فأنت تصادق على ما تقوله الشيعة؟ ».
ـ « إني أمامكم أصرح بما يصرح به قلبي ، ولربما لم أُصرح به أمام أحد من