يرغب الاحتفاظ واللعب بها! فإنّي أكاد أجزم أنك لم تكن لتهتم بأمورك الدينية ، ولا في أي لحظة من لحظات عمرك الماضية .. وما كنت تدري كثيراً من الحقائق! إلاّ أنّه لما أجتمع الأمر إلى قرين له ، صرت تدّعي وصلاً بليلى ، كما يمكن أن يدعيه البعض حال انتصار إحدى الثورات التي لم يشترك فيها قط ، بأ نّه كان من المتصدين الأوائل ، وأن له أن يحوز على مركز ما ، في السلطة الجديدة مثلاً! ».
ـ « اشكرك على كُلّ هذا الإطراء! ».
ـ « قلت لك ، إن هذا كُلّه ، كان هدية من أخيك ، تأسّياً بقول رسول اللّه : رحم اللّه من أهدى إليّ عيوبي! ».
ـ « إنّ ما أريد أن أذكّرك به ، واذكّر به نفسي هو ضرورة نبذ العصبية ، وما أراها إلاّ كحمية الجاهلية الأُولى التي نرى لها وجودات تجسّم في دواخلنا ، تنطق على الألسن ، حالما تضغط مؤثراتها الأصلية على أسبابها في أعماقنا .. ».
ـ « وبعد ، أما ترى أنك أنت نفسك قد أسرفت ، وبأكثر مما تتوقع نفسك هي بالذات ».
ـ « أطمح وبذلك إلى أن يكون مثل هذا ، تذكرة لي هو الآخر .. لأنّ الخطر يكمن في هذه المسألة ، فإنّها هي التي تعيق عملية السلام أجمع ، وتشلّ حركة التآخي بين المسلمين ، لأنّ الكُلّ يتخذها ذريعة له ، كما اتخذ المشركون أيام الجاهلية حرب الآخر وابن العشيرة الواحدة ذريعة لا تزال أشد العقوبات بالخصم والغريم ، لأ نّهم ما كانوا ليؤمنوا إلاّ بالرأي القائل : أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ، أما الآن ، فإنّك ترفع عقيرتك بنظريتك المستلة من أُصول ذلك الرأي ،