دون ان يشعر هو .. وأنا لا أدّعي أن على المرء أن يتطاول على أهله ، ما دام هو يجدهم على مذهب لا يرتضيه اللّه لهم .. وإن جاهداك على أن تشرك باللّه فلا تطعهما ، وصاحبهما في الدنيا معروفاً ، فلا يجب طاعتهما في هذه المسائل. هذا ، في الوقت الذي لا يجب فيه كذلك أن تقول لهما أُفٍّ .. ولو أنّهما خالفاك في العقيدة ، ولو أنّهما أصرّا على ظلمك .. أُنظر كم هو الإسلام جميل ، لشدّما يرغب المرء في السير إليه ، مع أنّه لا يخسر أيّما عوان يمكن أن يهز كيانه .. وإني لأرى الكثير ممن يختصمون وأهليهم ، لأجل زيجات أرادوا من خلالها أن يمارسوا دورهم الاختياري ، ويزاولوا انتخابهم الشخصي في. الاقتران بمن يحبون ، فتراهم ربما يضطرون إلى مقاطعة آبائهم وأُمهاتهم مدى العمر! نزولاً منهم عند رغبات زوجاتهم مثلاً ، مع أن المذهب الشيعي لا يقر بمثل هذا أبداً ، ويقره من يعترض عليهم! حتّى إذا ما دعوت مثل هذا الشخص إلى المذهب الشيعي ثار بوجهك ، وطفق يتحداك ، معلناً أن الدين دين الآباء ، وليس لنا أن نتجاوز الطريق الذي رسموه لنا ، ملوّحاً لنا وبنفس اليد التي ربما تطاولت ذات يوم على أبيه وأمه ، أو أخته وأخيه ، .. حتّى كانت قد كفرت بأنعم اللّه! ».
فقال نبيل :
ـ « .. ولربما ، وصمْتنا بالكفر كذلك .. ».
ـ « لقد رأيت من يكفر باللّه ، ولا أحد يعترض عليه ، ولا أحد ينهاه عما يقول ، ويفده به لسانه ، وأنا أُقسم لو دعونا الشخص نفسه ، وكفرنا إمامه بين جمع حتّى أهل السنّة ـ ببعض الصحابة ، لما كان لمشاعره أن تهتز ولا للحظة واحدة ، ولو دعوناه كذلك في جمع من أهل التشيع ، لكان له أن يثور ويجابهنا