ـ « أووه ، ما الذي أسمعه ، إن هذا لشيء عجاب حقاً! ».
ـ « والذي يلفت النظر هو أن بعض الشيعة ترجموا له ، وذكروه للتبرؤ منه ، أخف عبارة يقولونها في ترجمته : عبد اللّه بن سبأ العن من أن يذكر ».
ـ « ما هو واقع هذه الشخصية؟ ».
ـ « أما إذا أردنا أن نرجع لواقع هذه الشخصية ، وما لها من صلة في الواقع ذلك على ضوء البحث الدقيق ، فإنّ النتائج العلمية تثبت لنا عدم ثبوت هذه الشخصية ، وأ نّها أُسطورة وحديثها حديث خرافة ، وهي من مبتكرات التعصب الطائفي ، ودسائس ، للحط من قيمة مذهب أهل البيت ، والوقيعة في شيعتهم ».
ـ « وكيف يمكن تحديد مصدر هذه الأُسطورة؟ ».
ـ « إنّ هؤلاء الذين ذكروا عبد اللّه بن سبأ بتلك الصورة المدهشة ، وذلك من أجل أن يكون بميسورهم النيل من مقام الشيعة ، فلو أنّهم وقفوا قليلا أمام مصادر هذه الأُسطورة ، ومنحوا لها بعض الوقت من التأمل ، لانكشف لهم الواقع وظهر أنّ المصدر الوحيد هو الطبري ».
ـ « الطبري! .. الطبري؟! نفس الطبري؟ ».
ـ « أجل نفس الطبري والمتوفى سنة ٣١٠ هـ ».
ـ « كيف؟ ».
ـ « لأ نّه لم يسبقه أحد في ذكرها ، والكُلّ رواها عنه وهو يرويها عن سيف بن عمر بسلسلة مظلمة مجهولة ، وسيف هذا! قد أجمع علماء الرجال على أنّه كذاب ».
ـ « وماذا يعلق الأدباء والمفكرين على هذه القضية؟ ».