سيساعدهم على فهم عقائد الشيعة ومحاكات علومهم وتعاليمهم ، وربما مناظرتهم ومحاججتهم ، وفي نفس الوقت سيفوّت الفرصة أمام المتعطشين للّعب في المياه العكرة والخوض في المياه الآسنة ».
ـ « بالطبع ، فيعتدل بعدها الكتّاب عن هذه السيرة الملتوية ، ويضطروا إلى تغيير خططهم ( إلاّ من شقي منهم ) وتبديل لغتهم المستخدمة في ذكر الشيعة ، فلا يلتفتوا لأوضاع تلك العصور المظلمة التي جنت على الإسلام جناية لا تغتفر ، وملأوا القلوب بالاحقاد والضغائن ، ونسبوا مبدأ التشيع إلى عبد اللّه بن سبأ اليهودي ».
ـ « عبد اللّه بن سبأ اليهودي؟ ».
ـ « أجل ، عبد اللّه بن سبأ اليهودي ، فطعنوا بذلك على أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم الذين عُرِفوا بتشيعهم لعلي ، ويتجاوز عددهم المئات وغيرهم ممن تكتم جريا مع الظروف ومتابعة الأحوال ، على ان كلمات اللغويين والمفسرين قد أجمعت على أن معنى الشيعة هي الموالاة لعلي إذ أصبح علماً في ذلك ».
ـ « ماذا تقصد بعبد اللّه بن سبأ ، ومن هو هذا الشخص؟ ».
ـ « أما عبد اللّه بن سبأ ، فهو ذلك الشخص الوهمي الذي وصفوه بصفات البطولة والاقدام ، وهو صاحب السلطة المطلقة في المجتمع الإسلامي ، قالوا عنه : أنّه استطاع أن يسيطر على أهل مصر ويقود منهم جيشاً لقتل الخليفة عثمان ، وأن أبا ذر تعلم منه ، وعماراً أخذ بآرائه ، وحرب الجمل من دسائسه ، ووقعة صفين من صنعه ، ومبادئ التشيع من تفكيره ... وقد ورد ذكره في كثير من الكتب حتّى أصبحت قصته وكأ نّها حقيقة ملموسة قضية واقعية ».