الغلاة ونجاستهم وبعدهم عن الدين ، ولا رابطة بينهم وبين الشيعة ».
لحظتها ، كان نبيل يتنبه الي بدقة ، ويرقبني كنظر المتفحص .. فقال :
ـ « إنّي لأراك شيعياً في الأصل .. فها أنت تحفظ أسماء الكتب ، وتجيب عن الشيعة وبالنيابة ، إنك صرت تعلم عن الشيعة والتشيع وأئمة المذهب أكثر مما يعلمه الشخص الشيعي الأصل ».
ـ « ولربما هذه نعمة من نعم اللّه .. يترتب عليّ النهوض بشكرها ».
بينا عاد يقول :
ـ « لذا! فالذي يحصل الآن ، وحصل في الماضي هو محاولة تطبيع الشيعة أنفسهم ونسلهم كذلك على ما أوصاهم به أئمتهم ، أليس كذلك؟ ».
ـ « بالضبط! كما أن كتب الرجال طافحة بذم الغلاة والتبرؤ منهم ومن معتقدائهم ، ويلعنونهم بلغة واحدة. فأمل الشيعة إذن هو بأبناء المستقبل ، كيما لا يركنوا إلى الأوهام والاباطيل ، وأن يطلبوا الحقيقة ، فالعلم يطلب منهم أداء رسالته ، والحق يدعو هم إلى مؤازرته ، فقد آن أن تماط عن العيون غشاوات التعصب التي منعتها من رؤية الحق وأبرزت الواقع معكوساً إذ هي كعدسة المصور! ».
ـ « ولكن في التشيع مشكلة أُخرى وهي مشكلة الكتّاب المفرطين في الحديث عن عقائد الشيعة ودراسة أخبار مدوناتهم! ».
ـ « وهذا هو الذي يطلبه أئمتهم منهم ، وذلك كيما يسلم العوام من الافراط والتفريط ، فثمة ضرورة مراقبة المشتغلين في قطاعات الأُدب والعلوم ، كيما تنعكس آثار مثل هذا على الطبقات الدنيا من جماهير الشيعة ».
ـ « وهذا سيساعد الآخرين وعلى الأخص المثقفين من هؤلاء الآخرين ،