عَلَى اللّهِ كَذِباً أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ ). كذلك قوله في عيسى بن مريم : ( وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ). وذلك كما ورد في سورة النساء ».
كان يهز برأسه معلناً عن الايجاب ، فقال :
ـ « فإذا تم هذا قلنا : إن من الطبيعي أن لا تتحقّق الشهادة إلاّ بالحضور والاشراف على المشهور عليه ، ثُمّ أداء الواقع بدقة. كما أنّ الشهادة ليست على مجرد شكل العمل وصورته الظاهرة المتقضية ، وإنّما تكون أيضاً على ما هو السرّ في كون العمل طاعة أو عصياناً ، أي النية والسريرة ونوعها. فلا بدّ إذن من أن يكون مثل هذا الشاهد واقفاً على الضمائر ، ومطلعاً على السرائر في النشأة الأُولى ، لكي تتحقق مقومات الشهادة يوم القيامة وفي النشأة الأُخرى ».
فقلت له :
ـ « وهذا المعنى يمكن أن يظهر من قوله تعالى ، حكاية عن عيسى بن مريم عليهاالسلام ، وجوابه للّه سبحانه في ذلك الموقف العظيم يوم الحساب : ( وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْء شَهِيدٌ ) (١) ».
بعدها ، كانت قسمات وجهه تصير إلى التحول حتّى جعلت سحنة بشرته تمتص كُلّ عجب ، فعاد بعدها وهو يقول :
ـ « إنّك الآن تتوقع أن أقول لك .. إن الآية : وكأني بها لم أسمعها من قبل ، ولكن الأمر على غير ذلك ، فإنّي كنت بحاجة إلى مراجعة لنص هذه الآية ، ولما
____________
(١) المائدة : ١١٧.