لم يكن تحت يدي المعجم المفهرس لألفاظ القرآن .. بقيت في حيرة من أمري حتّى ذكرتها وعندئذ طفقت إلى مخّي حاجتي إليها وتذكرتها ».
فغرت عن ثغري ، ونطقت بابتسامة مصادقة ، ووافق لساني على استدراك جملاتي :
ـ « طيب .. فما أردت قوله : أن الآية ما كانت تحدث إلاّ عن اقتران شهادة المسيح على أُمته ورقابته عليهم ، بشهادة اللّه ورقابته عليهم حتّى يلوح مدى التشابه بينهما ، ومقدار التجانس بين الحالتين ، وذلك بالرغم من أنّ شهادة المسيح هي ما كانت لتعد إلاّ شعاعاً من تلك الشهادة. وهذا لا يتم إلاّ بالاشراف ، والاطلاع على القلوب ».
فقال طلال :
ـ « وربما يشير إلى هذا قوله تعالى في التوبة : ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ). إذ جعلت رؤية الرسول والمؤمنين لأعمال العباد إلى جنب رؤية اللّه تعالى ممّا يشير إلى نوع مسانخة بينهما ».
فقلت :
ـ « وإذن ، بعد هذا كُلّه ، فما المراد الذي يتبيّن من الشهادة في الآية؟ ».
ـ « فهو الشهادة على الأعمال ، وإنّ هؤلاء الخواص من الأُمّة جعلوا وسطاً ، ومنحوا هذه الكرامة لارتباط هذه الشهادة بهذا الوصف ، سواء كان المراد بالوسطية كونهم واسطة بين الرسول والناس ، أو كونهم عدولاً غير مائلين إلى الإفراط والتفريط ».
ـ « فهم إذن مُثل عليا للناس؟ ».
وعندها نظر إليّ بإحكام ودقة :