عليه. قال ابن الجوزي : إن الحنابلة دسوا إليه امرأة ، جاءت إليه بصحن حلوى ، وقالت : هذا يا سيدي من غزلي ، فأكل هو وامرأته وولد له صغير ، فأصبحوا موتى. وكان من علماء الشافعية المبرزين! » (١).
بينما أنشأ يتابع كلامه ، وهو يقول :
ـ « وكذلك أبو الحسن بن فورك قتل مسموماً ، وذلك بسبب من التعصب. وأبو علي خادم المستنصر ، كان من أئمة الشافعية في مصر ، وكان يجلس في حلقة ابن عبد الحكم ، ويناظرهم ، فسعوا به إلى السلطان ، وقالوا : هذا جاسوس! فحبسه سبع سنين. واجتمع مشايخ المذاهب في هراة عند الملك الب ارسلان ، يستغيثون به من الشيخ محمّد بن عبد اللّه الأنصاري الحنبلي ، بعد أن جعلوا صنماً تحت سجادته! ويقولون للملك : إنّه مجسّم ، وإنّه يترك في محرابه صنماً ، يزعم أنّ اللّه على صورته ، فتفحص الملك ، ووجد الأمر كذلك (٢) »!
ثُمّ استطرد قائلا :
ـ « يحدّثنا ابن خلكان المتوفى سنة ٦٣١ ، وذلك في كتابه وفيات الأعيان (٣) عن الشيخ الآمدي ، إنّ في أوّل اشتغاله كان حنبلي المذهب ، وانحدر إلى بغداد ، وبقي مدة ، ثُمّ انتقل إلى مذهب الشافعى ، وعاد إلى الديار المصرية ، وتولى الإعادة بالمدرسة المجاورة لضريح الإمام الشافعي. فحسده جماعة من فقهاء البلاد ، وتعصبوا عليه ، ونسبوا إليه فساد العقيدة ، وانحلال الطوية ، ومذهب
____________
(١) طبقات الشافعية ٣ : ١٠٩ ، ٤ : ١٨٤.
(٢) تذكرة الحفاظ ٣ : ٣٥٨.
(٣) وفيات الأعيان ٢ : ٣٠١.