آمَنُوا .. ). الآية. وأخرج السيوطى عن ابن عباس أّنّها نزلت في عليّ ، وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس مثله ، وأخرج أيضاً عن عليّ ، وأخرج ابن جرير مثله ، ولهذا شواهد كثيرة لا يمكن إنكارها ».
ثُمّ توجه إليّ وهو يقول :
ـ « ألم تقرأ نهج البلاغة ، سواء الذي كان قد جمعه ابن أبي الحديد أو الشريف الرضى أو غيرهما؟ ».
فقلت له :
ـ « حقاً إنّي لم أقرأ منها إلاّ القليل! ».
قال :
ـ « اسمع ما يقوله علي بن أبي طالب : « فأين تذهبون ، وأنّى تؤفكون ، والأعلام قائمة ، والآيات واضحة ، والمنار منصوبة ، فأين يتاه بكم بل كيف تعمهون؟ وبينكم عترة نبيكم وهم أزمة الحق ، وأعلام الدين ، وألسنة الصدق ، فانزلوهم منازل القرآن ، وردوهم ورود الهيم العطاشى. أيّها الناس خذوها من خاتم النبيّين إنّه يموت من مات منّا وليس بميت ويبلى من بلي منّا وليس ببال ، فلا تقولوا بما لا تعرفون فإنّ أكثر الحق فيما تنكرون ، واعذروا من لا حجّة لكم عليه وأنا هو ، ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر وأترك فيكم الثقل الأصغر ، وركزت فيكم راية الإيمان؟ ( كما قال أيضاً ) أُنظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم ، واتبعوا أثرهم ، فلن يخرجوكم من هدى ، ولن يعيدوكم في ردى ، فإن لبدوا فالبدوا ، وإن نهضوا فانهضوا ، ولا تسبقوهم فتضلوا ، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا ».
قلت له :