فأتى رسول الله صلىاللهعليهوآله على ناقة له ، فنزل بالأبطح عن ناقته وأناخها ، فقال : يا محمّد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله فقبلناه منك ، وأمرتنا ان نصلّي خمساً فقبلنا منك ، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا منك ، وأمرتنا أن نصوم شهراً فقبلنا منك ، وأمرتنا بالحجّ فقبلنا منك ، ثمّ لم ترض بهذا حتّى رفعت بضبعي ابن عمّك تفضّله علينا وقلت : من كنت مولاه ، فعلي مولاه فهذا منك أم من الله؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآله : والذي لا إله إلّا هو إنّ هذا من الله.
فولّى الحارث بن النعمان وهو يريد راحلته ويقول : اللهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّ فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فما وصل إلى راحلته حتّى رماه الله تعالى بحجر ، فسقط على هامته وخرج من دبره ، وأنزل الله ( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع ) (١).
٢ ـ الحاكم الحسكاني :
عن سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن علي قال : ( لمّا نصب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم علياً يوم غدير خمّ فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه. طار ذلك في البلاد ، فقدم على رسول الله النعمان بن الحرث الفهري فقال : أمرتنا عن الله أنّ نشهد أنّ لا إله إلّا الله ، وأنّك رسول الله ، وأمرتنا بالجهاد والحجّ والصلوة والزكاة والصوم فقبلناها منك ، ثمّ لم ترض حتى نصبت هذا الغلام فقلت : من كنت مولاه فهذا مولاه. فهذا شيء منك أو أمر من عند الله؟
__________________
١ ـ « نظم درر السمطين » ص ٩٣ ، جمال الدين محمّد بن يوسف بن الحسن بن محمّد الزرندي ، سلسلة من مخطوطات مكتبة الإمام امير المؤمنين عليهالسلام العامة ، الطبعة الاولى ١٣٧٧ هج ـ ١٩٥٨ م.