إلّا هو لهذا عن الله لا عنك؟!! قال : نعم ، ثلاثاً. فقام الأعرابي مسرعاً إلى بعيره وهو يقول : ( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ) الآية ، فما استتم الكلمات حتّى نزلت نار من السماء فأحرقته ، وأنزل الله في عقب ذلك ( سأل سائل ـ إلى ( قوله ) ـ دافع ) (١).
٣ ـ تفسير القرطبي :
وقيل : ( إنّ السائل هنا هو الحارث بن النعمان الفهري. وذلك أنّه لما بلغه قول النبي صلىاللهعليهوسلم في علي رضي الله عنه : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ركب ناقته فجاء حتّى أناخ راحلته بالأبطح ثمّ قال : يا محمّد ، أمرتنا عن الله أنّ نشهد أنّ لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله فقبلناه منك ، وأن نصلّي خمساً فقبلناه منك ، ونزكّي أموالنا فقبلناه منك ، وأن نصوم شهر رمضان في كلّ عام فقبلناه منك ، وأن نحجّ فقبلناه منك ، ثمّ لم ترض بهذا حتّى فضلت ابن عمك علينا! أفهذا شيء منك أم من الله؟! فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : ( والله الذي لا إله إلّا هو ما هو إلّا من الله ). فولّى الحارث وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمّد حقّاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو إئتنا بعذاب أليم. فوالله ما وصل إلى ناقته حتّى رماه الله بحجر ، فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله ، فنزلت : ( سأل سائل بعذاب واقع ) الآية ) (٢).
إذن أصبحت ثلاث آيات بيّنات مبيّنات ، أحدها : تأمر النبي بتبليغ الولاية ، والثانية : تخبر باكمال الدين وإتمام النعمة بالولاية ، والثالثة : معجزة ظاهرة لأولي
__________________
١ ـ شواهد التنزيل ٢ : ٣٨١ ـ ٣٨٥.
٢ ـ الجامع لأحكام القرآن ١٨ : ٢٧٨.