أوّلاً : لأنّ القرآن الكريم ذكر في العديد من الآيات بأنّهم حرّفوا كلام الله وكتبوا الكتاب بأيديهم ، وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً ، فلا يمكن أنّ يأمر المسلمين بأن يرجعوا إليهم لجهلهم وخيانتهم.
ثانياً : روى البخاري ، عن ابن عباس قال : ( يا معشر المسلمين ، كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل الله على نبيّكم صلىاللهعليهوسلم أحدث الأخبار بالله محضاً لم يُشب ، وقد حدّثكم الله أنّ أهل الكتاب قد بدّلوا من كتب الله وغيّروا ، فكتبوا بأيديهم وقالوا : هو من عند الله ليشتروا بذلك ثمناً قليلاً. أوَلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم؟! فلا والله ما رأينا رجلاً منهم يسألكم عن الذي أنزل عليكم ) (١).
ثالثاً : أنّ أهل الكتاب من النصارى يدّعون بأنّ عيسى عليه السلام هو إله ، واليهود يكذّبونهم ولا يعترفون به حتّى نبّياً ، وكلاهما يكذّب بالإسلام ونبيّ الإسلام صلىاللهعليهوآله ويقولون عنه : كذاب ودجّال ، فلا يمكن أن يأمرنا الله بمسألتهم وهم لا يعترفون بنبوّة محمّد صلىاللهعليهوآله.
رابعاً : قد ثبت أنّها نازلة في أهل بيت النبوّة عليهم السلام بإجماع الشيعة وكثير من مصادر السنة ، ولذلك قرائن كثيرة كحديث السفينة : والنجوم ، والثقلين ، ونحوها كقول رسول الله صلىاللهعليهوآله : ( من أراد أن يدخل الجنّة التي غرسها ربّي فليوال علياً من بعدي وليوال وليّه وليقتدي بأهل بيتي من بعدي ، فإنّهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا علمي وفهمي ، فويل للمكذّبين بفضلهم من
__________________
١ ـ صحيح البخاري ، كتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى : ( كل يوم هو في شأن ) ج ٨ ص ٢٠٨.