وهم أزمّة الحقّ ، وألسنة الصّدق ، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن ، وردوهم ورود الهيم العطاش.
أيّها الناس ، خذوها من خاتم النبيين صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( إنّه يموت من مات منّا وليس بميّت ، ويبلى من بلي منّا وليس ببال ) ، فلا تقولوا بما لا تعرفون ، فإنّ أكثر الحقّ فيما تنكرون ، واعذروا من لا حجّة لكم عليه وأنا هو ، ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر ، وأترك فيكم الثقل الأصغر ، وركزت فيكم راية الإيمان ) (١)
وقال عليهالسلام أيضاً : ( اُنظروا أهل بيت نبيّكم فالزموا سمتهم ، واتبعوا أثرهم فلن يخرجوكم من هدى ، ولن يعيدوكم في ردىً ، فإنّ لبدوا فالبدوا ، وإن نهضوا فانهضوا ، ولا تسبقوهم فتضلوا ، ولا تتأخّروا عنهم فتهلكوا ) (٢).
وقال الإمام علي عليهالسلام : ( سلوني قبل أن لا تسألوني ، ولن تسألوا بعدي مثلي ) (٣). وقال عليهالسلام : ( سلوني ، والله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلّا أخبرتكم ، سلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار ، أم في سهل أم في جبل ) (٤).
__________________
١ ـ نهج البلاغة ، الخطبة رقم ٨٦.
٢ ـ نهج البلاغة ، الخطبة رقم ٩٦.
٣ ـ أخرجه الحاكم في المستدرك ج ٢ ، ص ٤٦٦ ، وصححه هو والذهبي في تلخيصه. وأخرج نحوه ابن كثير في تفسيره ج ٤ ص ٢٣١ من طريقين وقال : ثبت أيضاً من غيروجه. ونحوه في طبقات ابن سعد ، ج ٢ ، ص ٢٨ ، والاستيعاب ، ج ٢ ، ص ٤٣.
٤ ـ أخرجه المحبّ الطبري في الرياض ، ج ٢ ، ص ١٩٨ ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٢٤ ، وتهذيب التهذيب ج ٧ ، ص ٣٣٨ ، وفتح الباري ، ج ٨ ، ص ٤٨٥.