تظن إنّه مشغول بنفسه ، فقال : حبّذا شغل مثله فنعم ما شغل به. قال : وكان إذا ذكر علي بن الحسين يبكي ويقول : زين العابدين ) (١).
ووصفه النبي صلىاللهعليهوآله بزين العابدين ، والحديث متّفق عليه ، ومن رواته الحافظ ابن عساكر (٢).
وقال يحيى بن سعيد : ( هو أفضل هاشمي رأيته في المدينة ) (٣).
وللشاعر المشهور ( الفرزدق ) قصيدة في حقّه معروفة ومشهورة ، راجعها ، فقد اشتهرت بحيث قلّ ما تجد مترنّم لا يترنّم بها ؛ لشهرتها (٤).
وكذلك الإمام الباقر عليهالسلام : أعلم الناس وأفضلهم بعد أبيه عليهالسلام ولذا لقّبه النبي صلىاللهعليهوآله بالباقر ؛ لأنه بقر العلم ، وكان من الآخذين عنه أبو حنيفة وابن جريح والأوزاعي والزهري وغيرهم ، وهؤلاء أئمة أهل السنة في ذلك العصر.
وقال ابن حبان : ( من سادات أهل البيت فقهاً وعلماً وفضلاً ).
وكان جابر إذا حدّث عن الباقر يقول : ( حدّثني وصي الأوصياء ) (٥).
ونقل القندوزي عن ( فصل الخطاب ) لمحمّد خواجة البخاري عند ذكره للإمام الصادق عليهالسلام : فبعد الثناء العاطر عليه ، ووصفه بالعلم الغزير ، قال : إنّ المنصور قال : ( إئتني بجعفر الصادق حتّى أقتله. قال : قلت : هو رجل أعرض
__________________
١ ـ مختصر تاريخ دمشق ١٧ : ٢٣٦ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٣٩٢ ، طبقات ابن سعد ٥ : ٢١٦ ، حلية الأولياء ٣ : ١٣٣ ، تهذيب الكمال ٢٠ : ٣٨٦.
٢ ـ تاريخ مدينة دمشق ٣٦ : ١٤٢.
٣ ـ فيض القدير في شرح الجامع الصغير ٣ : ٤١٥.
٤ ـ ديوان الفرزدق ٢ : ١٧٨ ، دار صادر ، بيروت.
٥ ـ ميزان الاعتدال للذهبي ١ : ٣٨٣.