وأهل المدينة يقولون كذا ، ونحن نقول كذا ، فربما تابعنا ، وربما تابعهم ، وربما خالفنا جميعاً ، حتّى أتيت على الأربعين مسألة ، فما أخل منها بشيء ثمّ قال أبو حنيفة : أليس إن أعلم الناس ، أعلمهم باختلاف الناس ) (١).
وعن كتاب ( مناقب آل أبي طالب ) في أحوال الإمام الصادق عليه السلام قال : إنّه روي عن الإمام مالك بن أنس أنّه قال : ( ما رأت عين ، ولا سمعت أذن ، ولاخطر على قلب بشر أفضل من جعفر الصادق ، فضلاً وعلماً وعبادة وورعاً ) (٢).
وقد اشتهر عن أبي حنيفة قوله : ( جعفر بن محمّد أفقه من رأيته ) وأخذ العلوم عنه.
ثمّ مالك أخذ العلوم عن كتب أبي حنيفة ثمّ الشافعي أخذ عن مالك ودرس عليه.
ونقل القندوزي الحنفي في ينابيعه عن كتاب ( فصل الخطاب ) لمحمّد خواجة البخاري عند تعداد مناقب الأئمة من أهل البيت واحداّ بعد واحد ، وذكر فضائلهم الجمّة ، وعلومهم الغزيرة حتّى جاء إلى ذكر الإمام الكاظم عليه السلام ، فقال ـ بعدما ذكر علمه وحلمه وفضله وورعه وشيئاً من مناقبه وكراماته ـ : روى المأمون ، عن أبيه الرشيد أنّه قال : لبنيه في حقّ موسى الكاظم : ( هذا إمام الناس ، وحجّة الله على خلقه ، وخليفته على عباده ، أنا إمام الجماعة في الظاهر والغلبة والقهر ، وأنّه والله لأحقّ بمقام رسول الله صلّى الله عليه وآله منّي ، ومن الخلق جميعاً ، ووالله لو نازعني في هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناه ،
__________________
١ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٧٩.
٢ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٧٢.