حسب مابذل من جهد للمعرفة ، وقد وقد ...
ولكن الجريمة التي لا تغفر هي جريمة من يتعمد التحريف والتزييف والتضعيف ونصب العداء لاهل بيت النبوّة عليهمالسلام بطمس فضائلهم ، بل قد وصل الأمر إلى أنّ البعض من النواصب بعد أنّ عرفوا أنّ لا جدوى في المكابرة في أسانيد الحديث حرّفوه لفظيا!! ولكن ما أشنعها وأقبحها من صنيعه ، كما في ترجمة حريز بن عثمان من تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ، وأيضاً في كتاب تهذيب التهذيب لابن حجرالعسقلاني ، يروون عن حريز قوله : ( هذا الذي يرويه الناس عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنّه قال لعلي : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، هذا حقّ ، ولكن أخطأ السامع. يقول الراوي : قلت : ما هو؟ قال : إنّما هو : أنت منّي بمنزلة قارون من موسى ، قلت : عمن ترويه؟ قال : سمعت الوليد بن عبد الملك يقوله وهو على المنبر ) (١).
و حريز هذا من رجال الصحاح سوى مسلم ، وكلّهم يعتمدون عليه وينقلون عنه ويصححون خبره!! فكيف تكون صحاح وهي تنقل عمن يقول ذلك في حقّ علي بن أبي طالب الصحابي الجليل والخليفة الشرعي والرابع في نظرهم ، وهم يكّفرون من سبّ معاوية الطليق ، ويعتبرون رواياته غير مقبولة؟!
وعن أحمد بن حنبل أنّه عندما سئل عن هذا الرجل قال : ثقة ثقة ثقة. وفي ترجمة هذا الرجل : أنّه كان يشتم علياً ، ويتحامل عليه بشدّة ، ونصّوا على أنّه كان ناصبياً ، وأنّه كان يقول : لا أحبّ علياً قتل آبائي ، وكان يقول : لنا إمامنا ـ يعني : معاوية ـ ولكم إمامكم ـ يعني : علياً ـ وكان يلعن علياً بالغداة سبعين مرّة ،
__________________
١ ـ تاريخ بغداد ٨ / ٢٦٨ رقم ٤٣٦٥ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٢٠٩.