وبالعشي سبعين مرّة ، ومع ذلك يصححون خبره ، ويروون عنه ويوثّقوه!!
ومن هنا يمكن للباحث الحر أنّ يعرف موازين هؤلاء ومعاييرهم في تصحيح الحديث وتوثيق الراوي وحتّى لا تكن من هؤلاء أيّها القارئ المنصف عليك أن تحكّم عقلك ، ولا تكن ممن يبرر لنفسه حبّهم أو التكتّم عليهم بحجّة من الحجج ، كمن قال عن قتلة أهل البيت عليهمالسلام إنّه ليس منافقاً ، وإنّما اجتهد فأخطأ ، كما برروا لقادة الجمل وصفين وكربلاء!!
ولكننا نلفت أذهان القرّاء الكرام أن يستخدموا مشاعرهم وعقولهم في أنّه هل هذا عذر مقبول أم لا؟ فهذا نتركه على عاتق الباحث المنصف ليصل هو للجواب السليم.
وعلى ذكر كلمة طليق أنقل كلام سمعته لأحد قابلته القناة التلفزيونية الفضائية المسمّاة بـ ( المستقلة ) في أوائل عام ٢٠٠٧ م قال : إنّه لا يوجد في كلام الرسول صلىاللهعليهوآله لآل أبي سفيان : ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ). حتّى يدلّ على أنّهم لم يكونوا مسلمين قبل عام الفتح ، بل هم أسلموا وحسن إسلامهم وأبلوا في سبيل الله تعالى بلاءً حسناً قبل عام الفتح!!
ونحن نترك جوابه على الذهبي في تعريفه للطلقاء بقوله : ( الطلقاء هم كّفار قريش الذين جمعهم الرسول صلىاللهعليهوسلم بعد فتح مكّة ، وقال لهم : ما تظنون أنّي فاعل بكم؟ فقالوا : أخ كريم وابن أخ كريم ، فقال : اذهبوا فأنتم الطلقاء ) (١).
وقال ابن قتيبة في تعريف الطلقاء أيضاً : ( طليق ، يعني : من الطلقاء الذين
__________________
١ ـ سير أعلام النبلاء للذهبي ج ٤ ص ٤٩٥.