وقال الزمخشري : ( وفي طي هذين التمثيلين ـ يعني : بامراة نوح ولوط ـ تعريض بأمي المؤمنين المذكورين في أوّل السورة ، وما فرط منهما من التظاهر على رسول الله صلىاللهعليهوآله بما كرهه ، وتحذيره لهما على أغلظ وجه وأشدّه ، لما في التمثيل من ذكر الكفر ، ونحوه في التغلظ قوله تعالى : ( ومن كفر فإنّ الله غني عن العالمين ) ، إشارة إلى أنّ من حقّهما أن تكونا في الإخلاص والكمال فيه كمثل هاتين المؤمنتين ، وان لا تتكلا على أنّهما زوجا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فإنّ ذلك الفضل لا ينفعهما إلّا مع كونهما مخلصتين ... ) (١).
وللإمام علي عليهالسلام فضيلة عظيمة في طي هذا التوبيخ لقائدة معركة الجمل ، وهي أنّ الله عزّ وجلّ وصفه بأنّه صالح المؤمنين ، وان الله جلّ جلاله وجبرئيل وعلي كافيين لمناصرة الرسول صلىاللهعليهوآله إن تظاهرتا عليه كما في تفسير الآلوسي :
( لما نزل قوله تعالى : ( وإن تظاهرا عليه فإنّ الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين ) ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : صالح المؤمنين علي ابن أبي طالب ، فلمّا أخبر الله فيما أنزله على رسوله أنّ ناصره هو الله وجبريل وعلي ، ثبتت صفة الناصرية لعلي فأثبتها النبي صلىاللهعليهوسلم اقتداء بالقرآن الكريم في إثبات هذه الصفة له ) (٢).
ومما جاء عن أخلاق عائشة عن عائشة نفسها قالت : ( كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا يكاد يخرج من البيت حتّى يذكر خديجة فيحسن الثناء
__________________
١ ـ الكشاف ، الزمخشري ، ذيل الآيات ١ ـ ٥ من سورة التحريم ، ونحوه في التفسير الكبير للرازي.
٢ ـ مطالب السؤول : ٩٨.