عليها ، فذكرها يوماً من الأيام ، فأدركتني الغيرة ، فقلت : هل كانت إلّا عجوزاً فقد أبدلك الله خيراً منها ، فغضب (١) ، ثمّ قال : لا والله ما أبدلني الله خيراً منها ، آمنت بي إذ كفر الناس ، وصدّقتني إذ كذّبني الناس ، وواستني في مالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء ، قالت عائشة : فقلت في نفسي لا أذكرها بسيئة أبداً (٢).
وعن عائشة قالت : ( استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك ، وقال : اللهم هالة ، فغرت ، فقلت : ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر (٣) ، وأبدلك الله خيراً منها (٤).
__________________
١ ـ هناك روايات كثيرة تقول : إن من أغضب رسول الله ٥ فقد أغضب الله ، ومن أغضب الله دخل النار.
٢ ـ أخرجه البخاري في باب غيرة النساء ووجدهن في أواخر كتاب النكاح ج ٣ص ١٧٥ ، ونحوه فيه أيضاً ج ٤ / ٢٣٠ ـ ٢٣١ و ج ٦ ص ١٥٨ و ج ٧ / ٧٦ ط دار الفكر ، الاستيعاب لابن عبد البر المالكي مطبوع بهامش الإصابة ج ٤ / ٢٨٦ ـ ٢٨٧ ، مسند أحمد بن حنبل ج ٦ / ١١٧ ط الميمنية بمصر ، الإصابة لابن حجر ج ٤ / ٢٨٣ ، أسد الغابة لابن الأثير ج ٥ / ٤٣٨. صحيح الترمذي ج ٥ / ٣٦٦ ح ٣٩٧٧ و ٣٩٧٨ ، سنن ابن ماجة ج ١ / ٦٤٣ ح ١٩٩٧ ، صحيح مسلم ج ٢ / ٣٧٠ ، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص ٣٣٩ ح ٣٨٩ ، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص ٣٥٨ و ٣٥٩ ط الحيدرية وص ٢١٣ ـ ٢١٤ ط الغري ، تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي الحنفي ص ٣٠٣ ، نور الأبصار للشبلنجي ص ٤٠ ط العثمانية وص ٣٨ ط السعيدية بمصر.
٣ ـ هنا عائشة ارتكبت غيبة وبهتان على خديجة ، وارتكبت الكبر والغروربنفسها ، وتبيّنت عظمة خديجة في قلب رسول الله٥ ، وهذا كلّه في مصادر موثوقة عند شيعة عائشة.
٤ ـ صحيح البخاري ٤ : ٢٣١ ، باب تزويج النبي٥ خديجة وفضلها.