المري ، عن السدي ، عن أبي الديلم قال : لما جئ بعلي بن الحسين رضي الله عنهما أسيراً ، فأقيم على درج دمشق ، قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم ، وقطع قربى الفتنة ، فقال له علي بن الحسين رضي الله عنه : أقرأت القرآن؟ قال : نعم ، قال : أقرأت آل حم؟ قال : قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم ، قال : ما قرأت قل لا أسألكم عليه أجراً إلّا المودّة في القربى؟ قال : وإنّكم لأنتم هم؟ قال : نعم ) (١)
معاني القرآن للنحاس :
( ... وروى قيس ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال لما نزلت ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلّا المودّة في القربى ) قالوا : يا رسول الله ، من هؤلاء الذين نودّهم؟ قال : علي وفاطمة وولدها ) (٢).
تفسير القرطبي :
( عن ابن عباس أنّه سئل عن قوله تعالى : ( إلا المودة في القربى ) فقال سعيد بن جبير : قربى آل محمّد ، فقال ابن عباس : عجلت ، إنّ النبي صلىاللهعليهوآله لم يكن بطن من قريش إلّا كان له فيهم قرابة ، فقال : إلّا أن تصلوا ما بينكم من القرابة فهذا قول.
وقيل : القربى قرابة الرسول صلىاللهعليهوسلم ، أي : لا أسألكم أجراً إلّا أنّ تودّوا قرابتي وأهل بيتي ، كما أمر بإعظامهم ذوي القربى. وهذا قول علي بن
__________________
١ ـ جامع البيان لابن جرير الطبري ج ٢٥ ، ص ٣٣.
٢ ـ معاني القرآن ، النحاس ج ٦ ، ص ٣٠٩ ، وبهذا اللفظ في المعجم الكبير للطبراني ج ٣ ، ص ٤٧ ، وج ١١ ، ص ٣٥١.