معارك مشهورة ، وأخذ حقّهم الخاص كالإمامة ، وقتلهم ، وأخذ إرثهم وادّعى أنّه أعلم منهم بالشريعة كالخليفة أبا بكر الذي تأوّل الآية فأسقط سهم ذي القربى بعد رحلته صلىاللهعليهوآله ، كما في الصحاح وغيرها : ( أنّ فاطمة سألت ميراثها من رسول الله صلىاللهعليهوآله مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فأبى أبو بكر أنّ يدفع إلى فاطمة منها شيئاً ، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك ، فهجرته فلم تكلّمه حتّى توفّيت ، وعاشت بعد النبي صلّى الله عليه وآله ستّة أشهر فلمّا توفّيت دفنها زوجها علي ليلاً بوصية منها ، كي لا يحضرها الشيخين ، وماتت وهي غاضبة عليهما ، هاجرة لهما ) (١).
وفي صحاحهم أنّ الله يغضب لغضب الزهراء عليهاالسلام كما أخرج البخاري : قال : حدّثنا ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ( فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها أغضبني ) (٢).
وإذا كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يغضب لغضب بضعته الزهراء عليهاالسلام ، ويتأذّى بأذاها ، فمعنى ذلك أنّها معصومة عن الخطأ وإلّا لما جاز للنبي صلىاللهعليهوآله أنّ يقول
__________________
١ ـ صحيح البخاري ٥ : ٨٢ ، باب غزوة خيبر ، صحيح مسلم ، كتاب الجهاد والسير ، باب ١٦ ، ج ٣ / ١٣٨٠ طبعة بيروت بتحقيق محمّد فؤاد ، سنن النسائي ، كتاب الفيء ، باب ١ ، ج ٧ / ١٢٠ ، صحيح الترمذي ، كتاب السير ، باب ٤٤ ، ج ٤ / ١٥٧ ، ومسند أحمد ج ١ ص ٢٩٤ ، الكشاف للزمخشري ج ٢ / ١٥٨ ، فتح القدير للشوكاني ج ٢ / ٢٩٥ ، تفسير القرطبي ج ٨ / ١٠ ، الدر المنثور للسيوطي ج ٣ / ١٨٥ ، تفسير النيسابوري بهامش تفسير الطبري ج ١٠ ، أحكام القرآن للجصاص ج ٣ / ٦٠.
٢ ـ صحيح البخاري ٤ : ٢١٠ ، كتاب بدء الخلق.