إخفاء الحقيقة مع مرور الأزمان وتعدد الأيدي والأهداف ما يثبت مدّعانا ، ونحن نطلب النقاش العلمي لعلّ الله يهدي بأيدينا بعضاً من تلك العيون المتحيّرة والقلوب الصافية المنصفة ، ( لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أنّ يكون لك حمر النعم ) (١).
٥ ـ وبيّنت أنّ الولاية صمّام الأمان في كلّ مجتمع ، ولسبب جهلها أو سوء الاستفادة منها وجدنا مجتمعاتنا تزرع ولا تجني الثمر ، وفي فشل مستمر كما بيّن ذلك علماء السياسة والتأريخ.
٦ ـ وبيّنت أنّ الفرق والأحزاب قد ظهرت في المجتمع الإسلامي بعد رحيل مؤسس الدولة الإسلامية وواضع منهجها رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والسبب هو عدم التزام الناس بالقيادة العلياً المنصوبة من قبل الله تعالى على لسان نبيه صلىاللهعليهوآله : ( إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي .. ) (٢) ، وأنّ سبب كلّ هذه الحيرة والضباب والتفرق ما هو إلّا نتيجة السقيفة ، ثمّ المناهج الأموية ، ثمّ العباسية ، ثمّ تداول الأيدي الحليفة لها أو اللامبالية في دينها ، حتّى وصل الأمر إلى أنّ الطالب العربي أو المسلم في الدول الإسلامية ـ باستثناء إيران الإسلامية الشيعية أو من درس في المعاهد الشيعية الخاصّة ـ يكمل الجامعة وهو يعتقد أنّ خولة بنت الأزور بطلة النساء ، ولا يعرف عن بطلة كربلاء شيئاً!! وأنّ عائشة أفضل النساء وأحبّهنّ إلى قلب رسول الله صلىاللهعليهوآله ولا يعرف عن قرّة عين
__________________
١ ـ صحيح البخاري ٤ : ٢٠٧ ، كتاب فضائل أصحاب النبي ، باب مناقب علي بن أبي طالب.
٢ ـ المصنّف ٧ : ٤١٨ ، كتاب الفضائل ، حديث٤١.