شرفه على ما قلته ، لما هو معلوم ضرورة أنّ كّلاً من الأساس والحيطان والسقف أعلى من الباب ).
الجواب :
أ ـ قد بيّنا نصوص العلماء على صحّة حديث : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ). وأنّها لم تذكر أحداً غيره عليهالسلام ، وأنّ الحديث قد ورد بطرق كثيرة عن كثير من الصحابة ولم يذكروا فيها أبا بكر ولا غيره ، فقد أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه ، والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والخطيب والعقيلي وابن عدي وابن حيان وغيرهم كثير (١).
وأمّا ما ذكره من رواية الفردوس فلا يختلف اثنان في ضعفها ، وابن حجر نفسه من أولئك الذين زيّفوه ، وحكموا عليه بالضعف ، كما في كتابه الفتاوى الحديثية ، فقال : حديث ضعيف ، ومعاوية حلقتها فهو ضعيف أيضاً.
وقال العجلوني : روى الديلمي في ( الفردوس ) بلا إسناد عن ابن مسعود : أنا مدينة العلم وأبو بكر أساسها ، وعمر حيطانها ، وعثمان سقفها ، وعلي بابها ). وروى أيضاً عن أنس مرفوعاً : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، ومعاوية حلقتها.
قال في المقاصد : وبالجملة فكلّها ضعيفة ، وألفاظ أكثرها ركيكة.
وقال السيّد محمّد درويش الحوت : أنا مدينة العلم ، أبو بكر أساسها ، وعمر حيطانها. وذلك لا ينبغي ذكره في كتب العلم ، لا سيما مثل ابن حجر الهيتمي
__________________
١ ـ وللتوسّع راجع : موسوعة نفحات الأزهار ، الأجزاء ١٠ ـ ١٢ ، وتشييد المراجعات ٣ : ٣٠٩ ـ ٣١٠ و٣٣٨ ـ ٣٤٤ ، و" فتح الملك العلي بصحّة حديث باب مدينة العلم علي " فقد جمع فيه طرقه ، وأثبت فيه صحّة الحديث بتسعة مسالك.