قوله تعالى : ( وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى ) [ ٢١ / ٢٨ ] أي ارتضاه الله لأن يشفع له.
قوله تعالى : ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ) [ ٩٣ / ٥ ] قال المفسر : اللام في ( وَلَسَوْفَ ) لام الابتداء المؤكدة لمضمون الجملة ، والمبتدأ محذوف ، والتقدير : « ولأنت سوف يعطيك » وليست بلام قسم لأنها لا تدخل على المضارع إلا مع نون التأكيد ـ انتهى.
وفِي الرِّوَايَةِ : « إِنَّ أَرْجَى آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ هَذِهِ الْآيَةُ ، لِأَنَّهُ لَا يَرْضَى بِدُخُولِ أَحَدٍ مِنْ أُمَّتِهِ النَّارَ » (١).
قوله تعالى : ( يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ ) [ ٥ / ١٦ ] الرِّضْوَانُ من الله ضد السخط ، وقيل : هو المدح على الطاعة والثناء ، و « الرِّضَى » مثله ، فَرِضَى الله ثوابه وسخطه عقابه من غير شيء يتداخله فيهيجه من حال إلى حال ، لأن ذلك من صفات المخلوقين
__________________
(١) في الدر المنثور ج ٦ ص ٣٦١ عن حرب بن شريح قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين : أرأيت هذه الشفاعة التي يتحدث بها أهل العراق أحق هي؟ قال : أي والله حدثني عمي محمد بن الحنفية عن علي أن رسول الله (ص) قال : أشفع لأمتي حتى يناديني ربي : أرضيت يا محمد؟ فأقول : نعم يا رب رضيت ، ثم أقبل علي فقال : إنكم تقولون يا معشر أهل العراق إن أرجى آية في كتاب الله ( يا عبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذّنوب جميعا ) قلت : إنا لنقول ذلك قال : فكلنا أهل البيت نقول : إن أرجى آية في كتاب الله ( ولسوف يعطيك ربّك فترضى ) وهي الشفاعة.