[ ٢ / ٢٣٢ ] أي أنمى لكم وأعظم بركة ، وإلا لكان تأكيدا والتأسيس خير منه.
قوله تعالى : ( يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ ) [ ٤ / ٤٩ ] أي يمدحونها ويزعمون أنهم أزكياء ، يقال : « زكى نفسه » أي مدحها وأثنى عليها.
قوله تعالى : ( فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ) [ ٥٣ / ٣٢ ] أي لا تعظموها ولا تمدحوها بما ليس لها فإني أعلم بها. وَعَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ (١) قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ (ع) عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى )؟ قَالَ : « هُوَ قَوْلُ الْإِنْسَانِ : صَلَّيْتُ الْبَارِحَةَ وَصُمْتُ أَمْسِ وَنَحْوَ هَذَا » ثُمَّ قَالَ (ع) : « إِنَّ قَوْماً كَانُوا يُصْبِحُونَ فَيَقُولُونَ : صَلَّيْنَا الْبَارِحَةَ وَصُمْنَا أَمْسِ فَقَالَ عَلِيٌّ (ع) : لَكِنِّي أَنَامُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَلَوْ أَجِدُ شَيْئاً بَيْنَهُمَا لَنِمْتُهُ » (٢).
قوله تعالى : ( وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى ) [ ٨٠ / ٧ ] أي أن لا يسلم فيتطهر من الشرك.
قوله تعالى : ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى. وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) [ ٨٧ / ١٤ ـ ١٥ ] قيل : تَزَكَّى أي أدى زَكَاةَ الفطرة ( فَصَلَّى ) صلاة العيد ، وبه جاءت الرواية عنهم ـ عليه السلام (٣).
قوله تعالى : ( أَزْكى طَعاماً )
__________________
(١) هو أبو محمد جميل بن دراج وجه الطائفة ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (ع). رجال النجاشي ص ٩٨.
(٢) البرهان ج ٤ ص ٢٥٤.
(٣) تفسير علي بن إبراهيم ص ٧٢١ ، وفي الدر المنثور ج ٦ ص ٣٤٠ : عن أبي سعيد الخدري رضياللهعنه ( قد أفلح من تزكّى ) قال : أعطى صدقة الفطرة قبل أن يخرج إلى العيد ( وذكر اسم ربّه فصلّى ) قال : خرج إلى العيد فصلى.