قوله : ( أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) هي بكسر الهمزة وضمّها : القُدْوة ، أي ائتمام واتباع.
ومنه الْحَدِيثُ : « لَكَ بِرَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ وَبِعَلِيٍ أُسْوَةٌ ».
ومنه قولهم : « تَأَسَّيْتُ واتَّسَيْتُ ».
و « المال أُسْوَة بين الغُرَماء » أي شركة ومساهمة بين غرماء المُفْلِس لا ينفرد به أحدُهم دون الآخر.
وَفِي الْحَدِيثِ : « مُوَاسَاةُ الْإِخْوَانِ ». وهي مشاركتهم ومساهمتهم في الرزق والمعاش. قيل : ولا يكون إلا عن كفاف لا عن فضلة ، وأصلها الهمزة فقلبت واوا تخفيفا.
و « تَآسَوْا » أي آسَى بعضُهم بعضا ، قال الشاعر :
وإنّ الأُلى بالطَّفِّ مِنْ آلِ هاشم |
|
تَآسَوْا فَسَنُّوا للكرام تَآسِيا |
و آسِيَة بنْتُ مُزاحِم : امرأة فرعون ـ عليها الرحمة ـ رُوِيَ : « أَنَّهَا لَمَّا عَايَنَتِ الْمُعْجِزَ مِنْ عَصَا مُوسَى وَغَلَبَتِهِ السَّحَرَةَ أَسْلَمَتْ ، فَلَمَّا بَانَ لِفِرْعَوْنَ ذَلِكَ نَهَاهَا ، فَأَبَتْ ، فَأَوْتَدَ يَدَيْهَا وَرِجْلَيْهَا بِأَرْبَعَةِ أَوْتَادٍ وَأَلْقَاهَا فِي الشَّمْسِ ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ تُلْقَى عَلَيْهَا صَخْرَةٌ عَظِيمَةٌ ، فَلَمَّا قَرُبَ أَجَلُهَا قَالَتْ : ( رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ ) فَرَفَعَهَا اللهُ تَعَالَى إِلَى الْجَنَّةِ ، فَهِيَ فِيهَا تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ » (١).
وَعَنِ الْحَسَنِ (ع) : « هُوَ أَنَ آسِيَةَ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ كُلَّمَا أَرَادَ فِرْعَوْنُ أَنْ يَمَسَّهَا تَمَثَّلَتْ لَهُ شَيْطَانَةٌ يُقَارِبُهَا » (٢).
وكذلك في عمر مع أمّ كلثوم (٣).
__________________
(١) نقل ذلك عن الحسن وابن كيسان ـ كما في مجمع البيان وروح البيان ـ ، وأما ما رواه عن الحسن (ع) فيما بعد فإنما هو بيان لكيفية نجاة آسية من فرعون حينما دعت بقولها : ( ونجّني من فرعون وعمله ) ولكنني لم أظفر عليه في كتب الحديث ـ ن.
(٢) يذكر في « مرأ » شيئا في آسية ، وكذا في « خدج » و « ذرر » ـ ز.
(٣) كما في البحار ج ٩ ص ٦١٩ ـ ٦٢٠ نقلا عن كتاب الخرائج للراوندي ـ ن.