بَعْدَ نَهْيِهِ عَنِ الْمُزَابَنَةِ بِجَوَازِ بَيْعِهَا.
( عزا )
قوله تعالى : ( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ ) [ ٧٠ / ٣٧ ] أي جماعات متفرقة فرقة فرقة جمع عزة وأصلها عزوة ، كَانَ كُلُّ فِرْقَةٍ تُعْزَى إِلَى غَيْرِ مَنْ تُعْزَى إِلَيْهِ الْأُخْرَى ، وَكَانُوا يُحْدِقُونَ بِالنَّبِيِّ (ص) يَسْتَمِعُونَ كَلَامَهُ وَيَسْتَهْزِءُونَ وَيَقُولُونَ : إِنْ دَخَلَ هَؤُلَاءِ الْجَنَّةَ كَمَا يَقُولُ مُحَمَّدٌ دَخَلْنَاهَا قَبْلَهُمْ.
وَفِي الْحَدِيثِ : « إِنَّ فِي اللهِ عَزَاءً مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ فَتَعَزَّوْا بِعَزَاءِ اللهِ ». الْعَزَاءُ ممدود : الصبر يقال : عَزِيَ يَعْزَى من باب تعب : صبر على ما نابه ، وأراد بِالتَّعَزِّي بِعَزَاءِ الله التصبر والتسلي عند المصيبة ، وشعاره أن يقول : ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ) كما أمر الله تعالى ، ومعنى بِعَزَاءِ الله بتعزية الله إياه فأقام الاسم مقام المصدر.
ومِنْهُ : « مَنْ لَمْ يَتَعَزَّ بِعَزَاءِ اللهِ تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ عَلَى الدُّنْيَا حَسَرَاتٍ » (١).
وفِيهِ « مَنْ عَزَّى مُصَاباً فَكَذَا ». أي حمله على العزاء وهو الصبر بقوله : عظم الله أجرك ونحو ذلك.
و « التَّعْزِيَةُ » تفعلة من العزاء. وعَزَّيْتُهُ تَعْزِيَةً قلت له : أحسن الله عَزَاكَ أي رزقك الله الصبر الحسن.
وفِيهِ : « التَّعْزِيَةُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ بِأَنْ يَرَاكَ صَاحِبُ الْمُصِيبَةِ » (٢).
وفِيهِ : « رَأَيْتُ أَبِي يُعَزِّي قَبْلَ الدَّفْنِ وَبَعْدَهُ » (٣).
وفِيهِ « رَأَيْتُ عَزَاءً حَسَناً ». أي تصبّرا جميلا وعَزَاهُ إليه : أسنده إليه
( عسا )
قوله تعالى : ( عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَ )
__________________
(١) مشكاة الأنوار ص ٢٤٢.
(٢) في من لا يحضره الفقيه ج ١ ص ١١٠ : كفاك من التعزية بأن يراك صاحب المصيبة.
(٣) في التهذيب ج ١ ص ٤٦٣ عن هشام بن الحكم قال : رأيت موسى بن جعفر عليه السلام يعزي قبل الدفن وبعده.