سُنَنٌ وَأَمْثَالٌ ، وَرُبُعٌ فَرَائِضُ وَأَحْكَامٌ (١).
قوله تعالى : ( ثَلاثَةَ قُرُوءٍ ) [ ٢ / ٢٢٨ ] الْقُرْءُ عند أهل الحجاز الطهر ، وعند أهل العراق الحيض. قيل : وكل أصاب لأن القرء خروج من شيء إلى شيء فخرجت المرأة من الحيض إلى الطهر ومن الطهر إلى الحيض ، وهذا قول أبي عبيدة ، وقال غيره الْقُرْءُ الوقت يقال : « رجع فلان لِقُرْئِهِ » أي لوقته الذي كان يرجع فيه ، فالحيض ثان لوقت الطهر والطهر ثان لوقت الحيض. قال الأصمعي : الإضافة فيه على غير قياس لأنه لا يقال ثلاثة فلوس بل ثلاثة أفلس. وقال النحويون : هو على التأويل والتقدير ثلاثة من قُرُوءٍ لأن العدد يضاف إلى مميزه ، وهو من ثلاثة إلى عشرة قليل ، فلا يميز القليل بالكثير. واحتمل البعض أن يكون قد وضع أحد الجمعين موضع الآخر اتساعا لفهم المعنى وذهب بعضهم إلى أن تمييز الثلاثة إلى العشرة يجوز أن يكون جمع كثرة من غير تأويل ، فيقال : خمسة كلاب وستة عبيد ، ولا يجب عند هذا القائل أن يقال : خمسة أكلب ولا ستة أعبد.
قوله تعالى : ( ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ ) [ ٢ / ٥٨ ] قيل : هي بيت المقدس ، وقيل : هي أريحا من قرى الشام أمروا بدخولها بعد التيه.
قوله تعالى : ( الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها ) [ ٤ / ٧٥ ] يعني مكة شرفها الله تعالى.
قوله تعالى : ( حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ ) [ ١٨ / ٧٧ ] قيل : هي قرية تسمى الناصرية وإليها تنسب النصارى (٢).
قوله تعالى : ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ )
__________________
(١) الكافي ج ٢ ص ٦٢٨.
(٢) لم أظفر على أحد ينسب النصارى إلى الناصرية ، بل ينسبهم أصحاب المعاجم اللغوية وكتب البلدان إلى الناصرة أو نصورية أو ناصرت أو نصرانة أو نصرى ، وكل هذه أسماء لقرية واحدة قد اختلفوا في تسميتها.