عَمَّا اعْتَقَدَ ».
وَفِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ (ص) « لَا تَزُولُ قَدَمُ عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ بَيْنِ يَدَيِ اللهِ حَتَّى يَسْأَلَهُ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ : عُمُرِكَ فِيمَا أَفْنَيْتَهُ ، وَجَسَدِكَ فِيمَا أَبْلَيْتَهُ ، وَمَالِكَ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبْتَهُ وَأَيْنَ وَضَعْتَهُ ، وَعَنْ حُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ » (١).
قوله تعالى : ( قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا ) [ ٥٧ / ٢٧ ] أي أتبعنا ، وأصله « من القفا » تقول : قَفَوْتُ أثره قَفْواً من باب قال : تبعته ، وقَفَّيْتُ على أثره بفلان بالتشديد : أتبعته إياه ، ومنه « الكلام الْمُقَفَّى » و « قَوَافِي الشعر ».
واقْتَفَاهُ أي اختاره واقتفى أثره.
وَفِي الْخَبَرِ : « فَلَمَّا قَفَّى الرَّجُل » بِالتَّشْدِيدِ قَالَ : « إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ ». والمراد به إن صح أبو جهل لما مر من تسميتهم العم أبا.
و « الْقَفَا » مقصور : مؤخر العنق يذكر ويؤنث ، والجمع « قفي » على فعول ، وفي الكثرة على أقفاء وأقفية.
وَفِي الْخَبَرِ : « يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ أَحَدِكُمْ ثَلَاثَ عُقَدٍ ». وفسرت الْقَافِيَةُ بالقفاء أو مؤخر الرأس أو وسطه ، والمراد تثقيله في النوم وإطالته ، فكأنه قد شد عليه شدا وعقده ثلاثا.
( قلى )
قوله تعالى : ( ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى ) [ ٩٣ / ٣ ] أي ما تركك وما بغضك ، من قَلَيْتُهُ أَقْلِيهِ قِلًى : إذا بغضته.
ومنه « قَالِينَ » أي مبغضين.
وَفِي الْحَدِيثِ : « اخْبُرْ تَقْلِهِ » (٢). من الْقِلَى بالكسر والقصر ، أو الْقَلَاءِ بالفتح والمد : البغض ، أي لا تغتر بظاهر من تراه
__________________
(١) انظر التفسير ص ٣٨٢.
(٢) في النهاية ٤ / ١٠٥ : وفي حديث أبي الدرداء » وجدت الناس أخبر تقله ». وانظر نهج البلاغة ٣ / ٢٥٧.