( أحدها ) لَوْ المستعملة في نحو « لَوْ جاءني لأكرمته » ، وهذه تفيد ثلاثة أمور : الشرطية أعني عقد السببية والمسببية بين الجملتين بعدها ، الثاني تقييد الشرطية بالزمن الماضي ، الثالث الامتناع ، وقد اختلف في إفادتها له فقيل لا تفيده بوجه وإنما تفيد التعليق في الماضي ، وقيل تفيد امتناع الشرط وامتناع الجواب جميعا ، وقيل تفيد امتناع الشرط خاصة ولا دلالة على امتناع الجواب ولا على ثبوته ولكنه إن كان مساويا للشرط في العموم كما في قولك : « إن كانت الشمس طالعة كان النهار موجودا » لزم انتفاؤه ، لأنه يلزم من انتفاء السبب المساوي انتفاء مسببه وإن كان أعم كما في قولك : « لَوْ كانت الشمس طالعة كان الضوء موجودا » فلا يلزم انتفاؤه ، وإنما يلزم انتفاء القدر المساوي منه للشرط ، وهذا قول المحققين.
( الثاني ) من أقسام لَوْ أن تكون حرف شرط في المستقبل إلا أنها لا تجزم كقوله تعالى : ( وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ ) [ ٤ / ٩ ] أي وليخش الذين إن شارفوا أن يتركوا ، وإنما نزلنا الترك بمشارفة الترك لأن الخطاب للأوصياء وإنما يتوجه إليهم قبل الترك لأنهم بعده أموات ، ومثله ( لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ ) [ ٢٦ / ٢٠١ ] أي حين يشارفون رؤيته ويقاربونها لا بعده ( فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ). وحكي عن بعضهم إنكار لَوْ للتعليق في المستقبل ، وأن إنكار ذلك قول أكثر المحققين.
( الثالث ) أن تكون حرفا مصدريا بمنزلة « أن » إلا أنها لا تنصب ، وأكثر وقوع هذه بعد ود ويود ، وأكثرهم لا يثبت لَوْ مصدرية ويقول في قوله تعالى : ( يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ ) [ ٢ / ٩٦ ] أنها شرطية وإن مفعول ( يَوَدُّ ) وجواب ( لَوْ ) محذوفان ، والتقدير : يود أحدهم التعمير لَوْ يعمر ألف سنة لسره ذلك ، وفيه تكلف.
( الرابع ) أن تكون للتمني نحو « لَوْ