وما أحسنه.
وَفِي صِفَةِ مَجْلِسِ رَسُولِ اللهِ ص : « لَا تُنْثَى فَلَتَاتُهُ » (١). أي لم تكن في مجلسه زلات فتحفظ وتحكى وتشاع ، يقال : نثوت الحديث أنثوه نثوا.
( نجا )
قوله تعالى : ( وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ) [ ٧ / ١٤١ ] يقال : « نَجَّاهُ وأَنْجَاهُ » إذا خلصه ، ومنه نَجَا من الهلاك ينجو : إذا خلص منه.
قوله تعالى : ( فَأَنْجَيْناهُ ) يعني به (ع) ( وَالَّذِينَ مَعَهُ ) [ ٧ / ٦٤ ] قيل : كانوا أربعين رجلا وأربعين امرأة ، وقيل : كانوا تسعة عشر بنوه سام وحام ويافث وستة ممن كفر به وتعلق.
قوله تعالى : ( وَيَتَناجَوْنَ ) [ ٥٨ / ٨ ] أي يسر بعضهم إلى بعض ، والنَّجْوَى : السر ، ونَجْوَاهُمْ : أسرارهم.
قوله تعالى : ( إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ) [ ٥٨ / ١٠ ] أي يزينها لهم ، فكأنها منهم ليغيظ الذين آمنوا.
وَ ( الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ) [ ٥٨ / ٨ ] الْيَهُودُ وَالْمُنَافِقُونَ ، كَانُوا يَتَنَاجَوْنَ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَيَنْظُرُونَ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ وَيَتَغَامَزُونَ بِأَعْيُنِهِمْ ، فَكَانَ ذَلِكَ يُحْزِنُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللهِ ص عَنْ ذَلِكَ فَعَادُوا لِمِثْلِ فِعْلِهِمْ.
قوله تعالى : ( فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ) [ ٥٨ / ١٢ ] أي مناجاتكم. رُوِيَ أَنَّ النَّاسَ أَكْثَرُوا مُنَاجَاةَ رَسُولِ اللهِ ص حَتَّى أَمَلُّوهُ فَأُمِرُوا بِالصَّدَقَةِ قَبْلَ الْمُنَاجَاةِ ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ انْتَهَوْا عَنْ مُنَاجَاتِهِ فَلَمْ يُنَاجِهِ إِلَّا عَلِيٌّ (ع) قَدَّمَ دِينَاراً فَتَصَدَّقَ بِهِ (٢).
قوله تعالى : ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ ) [ ١٠ / ٩٢ ] قيل : أي نرفعك على نَجْوَةٍ من الأرض ، أي ارتفاع منها ، وفي
__________________
(١) مكارم الأخلاق ص ١٣.
(٢) انظر البرهان ج ٤ ص ٣٠٩ والدر المنثور ج ٦ ص ١٨٥.