والمقابلة (١).
والمجاوزة ـ كعن ـ كقوله تعالى : ( فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً ) وقوله : ( يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ) وقوله : ( يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ ) وقيل : الباء هنا للحال ، أي وعليها الغمام ، كما تقول : « ركب الأمير بسلاحه » أي وعليه سلاحه والاستعلاء ـ كعلى ـ كقوله تعالى : ( وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ ) أي على قنطار.
والقسم (٢).
والغاية كقوله تعالى : ( وَقَدْ أَحْسَنَ بِي ) أي إلي.
والتوكيد ـ وهي الزائدة ـ كقوله تعالى ( وَكَفى بِاللهِ حَسِيباً ). وللدلالة على التكرير والدوام « كأخذت بالخطام ».
وفي المغني : اختلف النحويون في الباء من قوله : ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ) فقيل : للمصاحبة و « الحمد » مضاف إلى المفعول أي سبحه حامدا ، أي نزهه عما لا يليق به وأثبت له ما يليق به ، وقيل : للاستعانة و « الحمد » مضاف إلى الفاعل ، أي سبحه بما حمد به نفسه.
قال : واختلف أيضا في « سبحانك اللهم وبحمدك » فقيل : جملة واحدة ، والواو زائدة ، وقيل : جملتان والواو عاطفة ومتعلق الباء محذوف ، ثم قال : وتكون الباء للتبعيض ـ أثبت ذلك الأصمعي والفارسي والثعلبي وابن مالك ، قيل والكوفيون وجعلوا منه قوله تعالى : ( عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ ) قيل : ومنه قوله تعالى : ( وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ ) انتهىز
ومجيئها للتبعيض وكونها في الآية له مما لا شك فيه ، كما عليه الإمامية ونطق به الخبر الصحيح عن زرارة عن الباقر (ع) (٣) ويتم الكلام في بعض إن شاء الله تعالى (٤)
__________________
(١) نحو قوله تعالى : ( ادخلوا الجنّة بما كنتم تعملون ).
(٢) نحو « بالله لأصادقنك ».
(٣) انظر الكافي ٣ / ٣٠.
(٤) تقدم في « أبا » كلام في الباء ، وسيأتي في « سبح » بعض كلام فيها ، وفي « بسم » شيء في باب البسملة ـ ز.