( بأبأ )
رُوِيَ مِنْ طَرِيقِ الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ : « أَنَّ النَّبِيَّ (ص) بَأْبَأَ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ » وكَذَا عَلِيٌّ.
وذلك من « بَأْبَأْتُ الصَّبِيَّ » إذا قلت له : « بأبي أنت وأمي » أي أنت مفدى بهما أو فديتك بهما.
( بدأ )
قوله تعالى : ( كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ )(١) هو من بدأت الشيء : فعلته ابتداء ، ويقال : « بديت بالشيء » بكسر الدال : بدأت به ، فلما خففت الهمزة كسرت الدال وانقلبت ياء.
قوله : ( فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ ) أي بتفتيشها ( قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ ) بنيامين لنفي التهمة.
قوله تعالى : ( بادِيَ الرَّأْيِ ) أي في أول رأي رآه وابتدائه.
و ( بادِيَ الرَّأْيِ ) ـ غير مهموز ـ من البدو والظهور ، أي في ظاهر الرأي والنظر.
قيل : وكلهم قرأ بغير همزة غير أبي عمرو.
قوله : ( بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما ) أي ظهرت لهما عوراتهما ، وظهرت لكل واحد منهما عورة صاحبه ( وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ) قال المفسر : وهذا إنما كان لأن المصلحة اقتضت إخراجهما من الجنة وإهباطهما إلى الأرض لا على وجه العقوبة فإن الأنبياء لا يستحقون العقوبة.
قَوْلُهُ : ( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها ) هِيَ الثِّيَابُ وَالْكُحْلُ وَالْخَاتَمُ وَخِضَابُ الْكَفِّ وَالسِّوَارُ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (ره) : وَالزِّينَةُ ثَلَاثٌ : زِينَةٌ لِلنَّاسِ وَزِينَةٌ لِلْمَحْرَمِ وَزِينَةٌ لِلزَّوْجِ ، فَأَمَّا زِينَةُ النَّاسِ فَقَدْ ذَكَرْنَاهُ ، وَأَمَّا زِينَةُ الْمَحْرَمِ فَمَوْضِعُ الْقِلَادَةِ فَمَا فَوْقَهَا وَالدُّمْلُجُ فَمَا دُونَهُ وَالْخَلْخَالُ وَمَا أَسْفَلَ مِنْهُ ، وَأَمَّا زِينَةُ الزَّوْجِ فَالْجَسَدُ كُلُّهُ (٢).
قوله : ( وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ ) قال الشيخ أبو علي (ره) : الحي إما أن يبدأ فعلا أو يعيده ، فإذا هلك لم يكن منه إبداء ولا إعادة ، فجعلوا قولهم « لا يبدىء
__________________
(١) سيأتي في « دخن » أول ما خلق الله تعالى ـ ز.
(٢) تفسير علي بن إبراهيم ٢ / ١١٠.