ولا يعيد » مثلا للهلاك ، والمعنى جاء الحق وهلك الباطل.
و « أبْدَى الشيءَ » أظهره.
ومنه سميت البادية لظهورها.
والبدو ـ على فعول ـ : الظهور ، ومنه الْحَدِيثُ : « نَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ قَبْلَ بُدُوِّ صَلَاحِهَا ». أي قبل ظهوره ، وهو أن يحمر البسر أو يصفر.
قوله : ( سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ ) أي الذي من أهل البدو.
والبدو ـ كفلس ـ : خلاف الحضر.
قوله : ( بادُونَ فِي الْأَعْرابِ ) : خارجون إلى البدو ، وأراد البداوة أي الخروج إلى البادية ، وتفتح باؤها وتكسر وفِي الْحَدِيثِ : « أَتَى أَهْلُ الْبَادِيَةِ رَسُولَ اللهِ ». أي جماعة من الأعراب سكان البادية.
والبَدَوِيُ : نسبة إلى البادية على غير القياس.
وفِي الْخَبَرِ : « كَرِهَ شَهَادَةَ الْبَدَوِيِ عَلَى صَاحِبِ قَرْيَةٍ ». قيل : لما فيه من الجفاء في الدين والجهالة بأحكام الشرع ، ولأنهم في الغالب لا يضبطون الشهادة على وجهها.
و « فلان ذو بداوة » أي لا يزال يبدو له رأي جديد.
ومنه « بدا له في الأمر » إذا ظهر له استصواب شيء غير الأول.
والاسم منه البداء ـ كسلام ـ وهو بهذا المعنى مستحيل على الله تعالى ، كما جَاءَتْ بِهِ الرِّوَايَةُ عَنْهُمْ (ع) : « بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَبْدُ لَهُ مِنْ جَهْلٍ ».
وقَوْلُهُ (ع) : « مَا بَدَا لِلَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا كَانَ فِي عِلْمِهِ قَبْلَ أَنْ يَبْدُوَ لَهُ ».
وقد تكثرت الأحاديث من الفريقين في البداء ، مثل : « مَا عُظِّمَ اللهُ بِمِثْلِ الْبَدَاءِ » (٢). وقَوْلُهُ : « مَا بَعَثَ اللهُ نَبِيّاً حَتَّى يُقِرَّ لَهُ بِالْبَدَاءِ ». أي يقر له بقضاء مجدد في كل يوم بحسب مصالح العباد لم يكن ظاهرا عندهم ، وكان الإقرار عليهم بذلك للرد على من زعم أنه تعالى فرغ من الأمر ، وهم اليهود ، لأنهم يقولون :
__________________
(١) الكافي ١ / ١٤٦.
(٢) الكافي ٨ / ١٦٥.