مُحَمَّدٍ (ع) الَّذِي بَشَّرَ (ص) بِمَجِيئِهِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً الَّذِي يَجْتَمِعُ مَعَ عِيسَى (ع) بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ يَمْلِكُ الْعَرَبَ وَالْعَجَمَ وَيَقْتُلُ الدَّجَّالَ ، وهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ بنِ عَلِيٍ الْهَادِي بن محمد الجواد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زوج البتول وابن عم الرسول ، أقر بظهوره المخالف والمؤالف وتواترت الأخبار بذلك (١) اللهم عجل فرجه وأرنا فلجه واجعلنا من أتباعه وأنصاره.
والْمَهْدِيُ ولد المنصور من خلفاء العباسية (٢).
وَفِي الدُّعَاءِ : « واجْعَلْهُ هَادِياً مَهْدِيّاً ». قيل : فيه تقديم وتأخير لأنه لا يكون هَادِياً حتى يَهْتَدِيَ.
وَفِي الْخَبَرِ : « خَرَجَ مِنْ مَرَضِ مَوْتِهِ وَهُوَ يُهَادي بَيْنَ رَجُلَيْنِ ». أي يمشي بينهما معتمدا عليهما من ضعفه وتمايله.
و « الْهَدْيُ » كتمر : الهيئة والسيرة والطريقة ، ومنه قولهم : هَدَى هَدْيَ فلانٍ.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ (ع) : « كُنْتُ أَشْبَهَهُمْ بِرَسُولِ اللهِ (ص) هَدْياً ». ومثله : « ورَغِبُوا عَنْ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ ».
و « فلان حسن السمت والْهَدْيُ » كأنه يشير بالسمت إلى ما يرى على الإنسان من الخشوع والتواضع لله ، وبِالْهَدْيِ ما يتحلى به من السكينة والوقار وإلى ما يسلكه من المذهب المرضي.
وَفِي الْخَبَرِ : « الْهَدْيُ وَالسَّمْتُ الصَّالِحُ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءاً مِنْ
__________________
(١) انظر ما يتعلّق بالمهديّ المنتظر الكافي ج ١ ص ٣٢٨ ـ ٣٤٣.
(٢) هو أبو عبد الله محمّد بن المنصور ، ثالث الخلفاء العبّاسيّين ، ولد بأيذج سنة ٢٢٧ ، وقيل سنة ٢٢٦ وتوفّي سنة ٢٦٧. انظر ترجمته في تاريخ الخلفاء للسّيوطيّ ص ٢٧١ ـ ٢٧٩.