و « ذُو الْيَدَيْنِ » رجل من الصحابة ، وهو أبو محمد عمير بن عبد عمر واسمه الخرباق (١) بكسر المعجمة وإسكان الراء المهملة وبالموحدة ، السلمي ، نقل عنه المخالف والمؤالف (٢) ، وهو الذي قَالَ لِلنَّبِيِّ (ص) : أَقَصَّرْتَ الصَّلَاةَ أَمْ نَسِيتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ (٣). قيل : وإنما قيل له ذو الْيَدَيْنِ لطول فيهما ، وقيل لأنه كان يعمل بيديه جميعا ، وربما قالوا له « ذو الشمالين » (٤) وكأنهم أشاروا بذلك إلى ضعفهما. وقد اختلف الناس في حديثه ، فمنهم من ذهب إلى أن ذلك كان قبل نسخ الكلام في الصلاة ، واستدل على ذلك بإجماع الأمة على أن الإمام إذا سها لم يكن لخلفه أن يكلمه بل يسبح له بتعليم النبي (ص) بالتسبيح على أن الكلام منسوخ فيها. قال : ومما يدل على أنه كان قبل نسخ الكلام أَنَّ الْقَوْمَ تَكَلَّمُوا فَقَالُوا : « صَدَقَ يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ ». مع علمهم بأنه في الصلاة ، ويؤيده ما رُوِيَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ أَنَّهُ قَالَ : كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ حَتَّى نَزَلَتْ : ( وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ ) فَأَمَرَنَا بِالسُّكُوتِ.
__________________
(١) في الكنى والألقاب ج ٢ ص ٢٣٨ : أن اسمه عمير أو عمر وقد استشهد في بدر.
(٢) انظر تفصيل ترجمته في تنقيح المقال ج ١ ص ٣٩٧ والإصابة ج ١ ص ٤٧٧.
(٣) من لا يحضره الفقيه ج ١ ص ٢٣٣.
(٤) نص المامقاني في تنقيح المقال ج ١ ص ٣٩٧ بعدم اتحادهما بقوله : فاشتبه الصدوق في الفقيه فنسبه إلى ذي الشمالين بزعم اتحاده مع ذي اليدين وهو سهو عظيم صدر منه ... إن ذا اليدين هو الخرباق الأسلمي مات في زمان معاوية وذو الشمالين هو أبو محمد عمير بن عبد عمر الخزاعي حليف بني زهرة قتل يوم بدر.