فِيهَا مِنْ أَصْنَافِ أَمْوَالِهَا وَخَيْرَاتِهَا ، وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى قَارِئٍ يَقْرَأُهَا كَانَ لَهُ مَا لِلْقَارِئِ ، فَلْيَسْتَكْثِرْ أَحَدُكُمْ مِنْ هَذَا الْخَيْرِ الْمُعْرَضِ لَكُمْ ، فَإِنَّهُ غَنِيمَةٌ لَا يَذْهَبَنَّ أَوَانُهُ فَيَبْقَى فِي قُلُوبِكُمْ حَسْرَةً » (١).
وسمي القرآن مَثَانِيَ لأن الأنباء والقصص تُثَنَّى فيه ، أو لاقتران آية الرحمة بآية العذاب.
وقيل : هي سبع سور ، وقيل : هي السبع الطوال والسابعة الأنفال وبراءة لأنهما في حكم سورة واحدة.
وفِي الْخَبَرِ عَنْهُ (ص) : « أُعْطِيتُ السُّوَرَ الطِّوَالَ مَكَانَ التَّوْرَاةِ ، وَأُعْطِيتُ الْمِئِينَ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ ، وَأُعْطِيتُ الْمَثَانِيَ مَكَانَ الزَّبُورِ ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ » (٢) ، ولعله أراد بِالْمَثَانِي سورة الفاتحة.
وفِي حَدِيثِ أَهْلِ الْبَيْتِ : « نَحْنُ الْمَثَانِي الَّتِي أَعْطَاهَا اللهُ نَبِيَّنَا (ص) ». ومعنى ذلك ـ على ما ذكره الصدوق (ره) ـ : نحن الذين قرننا النبي (ص) إلى القرآن ، وأوصى بالتمسك بالقرآن وبنا ، وأخبر أمته بأن لا نفترق حتى نرد على الحوض.
وفِي حَدِيثٍ وَصَفَهُ (ص) : « لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْمُتَثَنِّي ». وهو الذاهب طولا ، وأكثر ما تستعمل في طويل لا عرض له.
وفِي الْحَدِيثِ : « الْوُضُوءُ مَثْنَى مَثْنَى ». أي مرتان في الغسل ، أو غسلتان ومسحتان.
__________________
(١) البرهان ١ / ٤١.
(٢) روى في الصافي هذا الخبر عن الكافي ، ثم قال : اختلف الأقوال في تفسير هذه الألفاظ ، أقربها إلى الصواب وأحوطها لسور الكتاب : أن الطول ـ كصرد ـ هي السبع الأول بعد الفاتحة على أن يعد الأنفال والبراءة واحدة لنزولهما جميعا في المغازي وتسميتهما بالقرينتين ، والمئين من بني إسرائيل إلى سبع سور سميت بها لأن كلا منها على نحو مائة آية ، والمفصل من سورة محمد إلى آخر القرآن سميت به لكثرة الفواصل بينها ، والمثاني بقية السور وهي التي تقصر عن المئين وتزيد على المفصل ، كأن الطول جعلت مبادىء ـ تارة ـ والتي تليها مثاني لها لأنها ثنت الطول أي تلتها ، والمئين جعلت مبادىء ـ أخرى ـ والتي تلتها مثاني لهما.