بعده صلىاللهعليهوآلهوسلم اثنا عشر ، قد اشتهرت من طرق كثيرة ، فبشرح الزمان ، وتعريف الكون والمكان ، علم أنّ مراد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من حديثه هذا الأئمّة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته ، إذ لا يمكن أنْ يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه ، لقلتّهم عن اثني عشر ، ولا يمكن أنْ يحمله على الملوك الأمويّة ، لزيادتهم على اثني عشر ، ولظلمهم ، ولكونهم غير بني هاشم ، لأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : كلّهم من بني هاشم ، في رواية عبد الملك عن جابر.
وروى في ينابيع المودّة نقلاً عن كتاب. فرائد السمطين ، حيث أخرج بسنده عن مجاهد عن ابن عبّاس قال : « قدم يهودي يقال له نعثل ، إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا محمّد أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين ، فإن أجبتني عنها أسلمت على يديك.
قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : سل يا أبا عمارة.
فقال : يا محمّد صف لي ربّك.
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا يوصف إلاّ بما وصف به نفسه ، وكيف يوصف الخالق الذي تعجز العقول أنْ تدركه ، والأوهام أنْ نناله ، والخطوات أنْ تحدّه ، والأبصار أنْ تحيط به ، جل وعلا عما يصفه الواصفون ، ناء في قربه ، قريب في نأيه ، وهو كيف الكيف وأين الأين ، فلا يقال له أين هو ، منقطع الكيفيّة والأينونية ، فهو الأحد الصمد ، كما وصف نفسه ، والواصفون لا يبلغون نعته ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
قال : صدقت يا محمّد ، فأخبرني عن قولك : إنّه واحد لا شبيه له ، أليس الإله واحد والإنسان واحد؟
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : الله عزّ وعلا واحد حقيقي أحدي المعنى ، أي لا جزء له ، ولا تركيب له ، والإنسان واحد ثنائي المعنى ، مركب من روح وبدن.
فقال : صدقت ، فأخبرني عن وصيّك من هو ، فما من نبيّ إلاّ وله وصي ، وإنّ