اغتيال وصيّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام
أيّها القارئ العزيز ، كما قام اليهود والنصارى بقتل أوصياء أنبيائهم ، قام المسلمون بقتل وصيّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو يصلّي في محرابه في مسجد الكوفة أثناء سجوده في صلاة الصبح في شهر رمضان.
فمنذ أنْ نصب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمير المؤمنين عليّاً عليهالسلام وصياً وخليفة من بعده ، بدأت الضغائن والأحقاد تظهر على بعض الصحابة ، اتجاه أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، حتّى في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان العداء ظاهراً في العديد من تصرّفات الصحابة ، ولذلك حرص النبيّ الأكرم محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم على التشديد في تحذير الصحابة والمسلمين من بعدهم من التعرّض لأمير المؤمنين ، والسيّدة الزهراء ، وعترة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أو إيذائهم أو بغضهم ، بل وأكثر من ذلك ، دعا إلى حبّهم ومودّتهم وطاعتهم واتّباعهم ، وحذّر تحذيراً شديداً من بغضهم ومعاداتهم ، ومن التعدّي عليهم ، وإليك عزيزي القارئ بعض من تلك الروايات التي تؤكّد صحّة ما ذهبنا إليه.
فقد جاء في الدرّ المنثور ، أنّه أخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت هذه الآية ( قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) (١) ، قالوا : يا رسول الله ، من قرابتك
__________________
(١) الشورى : ٢٣.