عمر والسنّة النبويّة
وأنتقل بك عزيزي القارئ إلى العصر الثاني ، عصر الخليفة الثاني عمر ، وماذا قام من إجراءات ضدّ السنّة النبويّة.
في البداية أودّ أنْ أذكر أنّ عمر بن الخطّاب كان في حياة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم له مواقف عجيبة وغريبة ومتناقضة مع موقفه من تدوين سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مدّعياً أنّ وجود السنّة النبويّة مدوّنة في كتب ، قد تخلط على المسلمين ، فلا يستطيعون أنْ يفرّقوا بينها وبين كتاب الله.
جاء في كنز العمّال : أنّ عمر بن الخطّاب قال : إنّي كنت أريد أنْ أكتب السنن ، وإنّي ذكرت قوماً كانوا قبلكم كتبوا كتباً فأكبّوا عليها ، وتركوا كتاب الله (١).
وفي كنز العمّال ، عن الزهري قال : أراد عمر بن الخطّاب أنْ يكتب السنن ، فاستخار الله شهراً ، ثمّ أصبح وقد عزم له ، فقال : ذكرت قوماً كتبواً كتاباً ، فأقبلوا عليه ، وتركوا كتاب الله (٢).
ولذلك كان تبريره أمام المسلمين هو حرصه على ألا يختلط الحديث بالقرآن ، وهذا الادّعاء الباطل من أساسه يتناقض مع واقع حياة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يبلّغ القرآن ، وفي نفس الوقت يتحدّث بالحديث ، ويأمر
__________________
(١) كنز العمّال ١ : ٦٤.
(٢) كنز العمّال ١٠ : ٢٩٣ ، وأخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ : ٢٨٧.