اغتيال السنّة النبوية
قال تعالى في سورة البقرة : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ) (١).
قال تعالى في سورة آل عمران : ( وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ) (٢).
وقال تعالى في سورة البقرة : ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) (٣).
هذا بحث آخر أقدّمه بين يدي القارئ العزيز ، محاولاً فيه المقارنة بين اليهود والنصارى ، وبين الأمّة الإسلامية ، حيث قام اليهود والنصارى ، بنبذ سنن أنبيائهم وراء ظهورهم ، أبيّن فيه أنّ المسلمين قد نبذوا سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأقواله وأحاديثه ، ولم يكترثوا بها ، بل يمكن القول أنهم قد اغتالوا سنة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأحاديثه خصوصاً في العصور الأولى للإسلام.
ولا تستغرب ذلك ولا تستعجب ، فكما حاولت الأمّة اغتيال رسول
__________________
(١) البقرة : ١٥٩.
(٢) آل عمران : ١٨٧.
(٣) البقرة : ١٤٦.