أبو بكر والسنّة النبويّة
ثمّ جاء عصر الخليفة الأول أبي بكر ، فلننظر عزيزي القارئ ماذا جرى لسنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في عهد أبي بكر.
فقد قام أبو بكر من أوّل يوم ، بنبذ سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم باعتراف صريح في خطبته الأولى ، وتأكيد على ما قاله عمر بن الخطّاب يوم رزيّة الخميس ، حيث قال : حسبنا كتاب الله.
روى الذهبي في تذكرة الحفاظ عن ابن أبي مليكة : أنّ أبا بكر جمع الناس بعد وفاة نبيّهم فقال : إنكم تحدّثون عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحاديث تختلفون فيها ، والناس بعدكم أشدّ اختلافاً ، فلا تحدّثوا عن رسول الله شيئاً ، فمن سألكم ، فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله ، فاستحلّوا حلاله ، وحرّموا حرامه (١).
وهذا تصريح خطير فاضح ، واعتراف واضح ، يؤكّد قول المسلمين الذين قالوا عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حسبنا كتاب الله ، أي لا نريد سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ; ولذلك كان أبو بكر كثيراً ما يقول : لا تحملوني على سنّة نبيكم ، فإنّي لا أطيقها ، وهذا يؤكّد على تصميمهم على اغتيال السنّة النبويّة الشريفة.
روى أحمد في مسنده عن قيس بن أبي حازم قال : « إنّي لجالس عند أبي بكر ، خليفة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، بعد وفاة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم
__________________
(١) تذكرة الحفاظ ١ : ٢ ـ ٣.