بشهر ، فذكر قصّة ، فنودي في الناس : أنّ الصلاة جامعة ، وهي أوّل صلاة في المسلمين نودي بها أنّ الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس ، فصعد المنبر ، شيئا صنع له كان يخطب عليه ، وهي أوّل خطبة خطبها في الإسلام. قال : فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : يا أيّها الناس ولوددت أنّ هذا كفانيه غيري ، ولئن أخذتموني سنّة نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم ما أطيقها ، إنْ كان لمعصوماً من الشيطان ، وإنْ كان لينزل عليه الوحي من السماء (١).
وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أكّد في مرّات عديدة على أنّه سيأتي بعده رجال لا يحتكمون إلى سنتّه ، وأكّد أنّ حرام محمّد حرام إلى يوم القيامة ، وحلاله حلال إلى يوم القيامة وأنّ ما حرّم محمّد هو ما حرّم الله ، وما حلّل محمّد هو ما حلّل الله ، لكنّهم أبوا أنْ يحتكموا إلى هذه القاعدة النبويّة الشريفة.
روى أحمد في مسنده ، عن معدى كرب قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « يوشك أحدكم أنْ يكذّبني وهو متكئ على أريكته ، يحدّث بحديثي فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله ، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه ، وما وجدنا فيه من حرام حرّمناه ، ألا وإنّ ما حرّم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مثل ما حرّم الله » (٢).
روى الترمذي في سننه ، عن أبي رافع وغيره ، رفعه قال : « لا ألفينّ أحدكم متّكئاً على أريكته ، يأتيه أمر مما أمرت به ، أو نهيت عنه ، فيقول : لا أدري ، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه » (٣).
روى الحاكم في مستدركه عن معد يكرب قال : قال رسول الله صلّى الله
__________________
(١) مسند أحمد ١ : ١٤.
(٢) مسند أحمد ٤ : ١٣٢.
(٣) سنن الترمذي ٤ : ١٤٤.