هذا الكتاب فراجعه ).
انتزعوا الإمامة والحكم من أهله :
هذه أخطر قضيّة انقلب العديد من الصحابة فيها ، وغيّروا وبدّلوا بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد نكثوا عهدهم وبيعتهم لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب سلام الله عليه وجعلوه لأبي بكر ( والموضوع مفصّل في بحث وصيّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من هذا الكتاب فراجعه ).
وأختم عزيزي القارئ هذا الموضوع بما سأذكر لك من روايات تتعلّق في التغيير والتبديل وتحريف سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأثبت لك أنّ ما فعلته الأمم السابقة فعله الصحابة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مباشرة ، وقد ذكرت جملة يسيرة من الأشياء التي غيّروا وبدّلوا فيها.
روى أحمد في مسنده ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « إنّه سيلي أمركم من بعدي رجال يطفئون السنّة ، ويحدثون بدعة ، ويؤخّرون الصلاة عن مواقيتها » قال ابن مسعود : يا رسول الله ، كيف بي إذا أدركتهم؟ قال : « ليس يا ابن أمّ عبد طاعة لمن عصى الله » قالها ثلاث مرات. وسمعت أنا من محمّد بن الصباح مثله (١).
روى مسلم في صحيحه عن حذيفة بن اليمان قال : قلت يا رسول الله إنّا كنّا بشر ، فجاء الله بخير فنحن فيه ، فهل من وراء هذا الخير شرّ؟ قال : « نعم » قلت : هل وراء ذلك الشرّ خير؟ قال : « نعم » قلت : فهل وراء ذلك الخير شرّ؟ قال : « نعم » قلت : كيف؟ قال : « يكون بعدي أئمّة لا يهتدون بهداي ولا يستنّون بسنّتي ، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس » (٢).
__________________
(١) مسند أحمد ١ : ٤٠٠.
(٢) صحيح مسلم ٦ : ٢٠.